“كورونا” محنة أم منحة؟!

يوم بعد يوم وحدث عقب حدث تثبت هذه الدولة للعام أجمع أنها بنيان راسخ وأصل ثابت وكيان وجد ليبقى بإذن الله مزدهرا متساميا لكل خير .

تمر الأزمات والمواقف والمنعطفات الخطيرة هادرة بأمواجها فتنكسر على صخرة هذه الدولة القوية بدينها وبشعبها والمنطلقة للصفوف الأمامية بحكومتها وقيادتها الرشيدة.

أتى انتشار فايروس كورونا ليثبت للعالم أجمع دقة وصحة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة سابقة بها العديد من الدول التي تسمي نفسها دول العالم الأول والتي وصلت لمرحلة بعيدة في التقدم الصناعي والطبي .

إن هذه الجائحة التي انتشرت في العالم كانتشار النار في الهشيم وهي وإن كانت ثقيلة الوطأة على بلادنا اقتصاديا واجتماعيا –كسائر العالم- إلا أنها أهدت لنا مواقف جديرة بأن تؤخذ في الحسبان بكل جدية وأن تعالج بكل حزم وصرامة.

أول هذه الأمور هو النظر في مشروع خصخصة القطاع الصحي وإعادة هيكلة هذا المشروع الذي قارب على الانتهاء، فكيف لو أن القطاع الصحي كان تحت الخصخصة في هذه اللحظات المهمة، كيف سيتصرف وكيف سيساهم في احتواء مثل هذه الجوائح، سيما ونحن نشاهد السلبية المقيتة التي عليها القطاع الصحي الخاص في هذه الأيام.

ومن الأمور التي أذهلت المواطن قيام فئة من مواطني هذا البلد بالسفر سرا لإيران التي باتت هي العدو الأول للوطن يتسللون خفية للدولة المارقة دون إفصاح وعبر دول أخرى ليلتقوا العدو ويعودون محملين بالخيانة والنكران لهذا الوطن فكشفهم الله وأذلهم وعلينا الحذر والضرب بيد من حديد على أذناب المجوس ومن لف لفهم.

أثبتت هذه الجائحة ضعف البنية التحتية للاتصالات وشبكات المعلومات (الإنترنت) سيما وأن وزارة مهمة كوزارة التعليم اتخذت من التعلم عن بعد سبيلا لاستمرار الدراسة ومواصلة التحصيل العلمي لكن القدرة الاستيعابية لقدرات البث الرقمي لا يمكن لها اسقبال دخول ملايين الطلاب والطالبات على تلك المنظمات المختلفة.

كما كشفت لنا هذه الأوقات الدور السلبي الكبير الذي كان عليه من يسمون بمشاهير التواصل الاجتماعي؛ حيث لم نر منهم توعية أو تثقيفا للمجتمع أو مساعدة أو تطوعا بل على العكس فمنهم من هو صامت مستكين ومنهم من حاول التسلق بمقاطع مخلة بكل القيم ومنهم من أخذ يدس السم في العسل تهكما وغمزا ولمزا في الإجراءات التي اتخذنها الدولة.

ولا ننسى تجار الأزمات والذين يعيشون على مثل هذه الأوقات ويمتصون دماء الشعب باحتكار السلع وبث الشائعات ويمشي في ركبهم مقيمون وجدوا فرصة للغش والتلاعب.

أخيرا لا يفوتني وبكل أسى التعريج على دور القطاع الخاص ورجال الأعمال ومن يتمتع بكل خيرات البلد وقد وقفوا صامتين وكأن الأمر لا يعنيهم نسوا أو تناسوا أن ملياراتهم وثرواتهم إنما هي من هذا الوطن ومن عرق أبنائه وخير ترابه.

إن هذه الجائحة محنة ولكنها ستتحول بحول الله وقوته إلى منحة تدفعنا نحو مستقبل طموح ونحن نرتقي مدارج العلا لبناء وطن شامخ مجيد.

إن من رحم الأزمات تولد البشارات ولعل عاجلها ما تضمنه خطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله  للشعب الكريم.دامت المملكة العربية السعودية محمية بحول الله وقوته ودام شعبها مؤمنا بالله واثقا بقيادته.

مفلح بن مطلق الصاطي الحربي

مشرف تربوي بمكتب التعليم، عضو المجلس الاستشاري بمحافظة خليص

مقالات سابقة للكاتب

10 تعليق على ““كورونا” محنة أم منحة؟!

محبكم فى الله

مقال رائع وضع على الجرح
بل هى منحة لكى نعود ……

زائر

نؤمن أن كل أمورنا خير من الله
ومن بشائر الخير تلك المراجعات لأنفسنا
وذنوبنا واعترافنا بها وتوقف البذخ
والتبذير المصاحب للمناسبات..
فكم من مناسبة كانت ستكلف المبالغ الطائلة
صارت عائلية وبأجمل صورة وأقل التكاليف..
اللهم لك الحمد على كل حال.
شكرا جزيلا للأستاذ مفلح على هذه السطور.

غير معروف

نعم أتت منحه وهي فرصه للتعديل في كل شيء توبه – تعليم عن بعد – وقفه مع بلادي في جميع الاتجاهات كل بفنه

أم عمر

مقال رائع ينم عن إحاطة متقنة وفكر مميز ..نعم ستكون منحه بإذن الله مادمنا نؤدي واجبنا ونخلص لقيادتنا طاعة لله ..

أحمد بن مهنا الصحفي

يظل قلمك أخي الأستاذ مفلح ذا مداد مختلف !
وتعليقا أقول : أن هذا هو حال الناس ، منهم ومنهم ، وفيهم من لاخير فيه ولاسلامة من شره، والمواقف محكات تبين معدن الذهب من الصفر وقد كانا معدنا مشتبها متشابها .
قال الشاعر:
والناس ألف منهم كواحد… وواحد كالألف إن أمر عنا
وتعاتب أولئك ؟ نفس الشاعر في نفس القصيدة قال :
والـلـوم لـلـحر مـقيم رادع ٠٠٠ والـعبد لا يـردعه إلا الـعصا
الناس أصناف !
والـلـوم لـلـحر مـقيم رادع *** والـعبد لا يـردعه إلا الـعصا

والناس أصناف :عن أبى عبيدة، قال: قال معاوية لصعصعة بن صوحان: صف لي الناس، فقال: خلق الناس أخيافا: فطائفة للعبادة، وطائفة للتجارة، وطائفة خطباء، وطائفة للبأس والنجدة، ورجرجة فيما بين ذلك، يكدرون الماء، ويغلون السعر، ويضيقون الطريق .

فلو لم يكن أولئك لما ظهرت مروءات هؤلاء

نونا

دام قلمك شراع يُبحر وسيف حق يصول ويجول
دمت مبدعًا ومتألق دومًا.. تحياتي وتقديري

مواطن

مقال رائع بروعة كاتبه جمع بين الايجاز و الشمولية و هذا الطرح لا يتقنه إلا ماهر.
أعجبني ما طرح و صدقت فيما قلت لكنك تجاوزت و أظنك عامدا (وزارة التعليم ) و تخابطها غير المبرر في هذه الأزمة و أقصد التعليم عن بعد
منصات غير مكتملة و انظمة ولدت معاقة و تقارير انجاز تجاوزت المعقول و الملموس سرابا.
تستطيع أخي مفلح أنت و كل من يقرأ مقالك الإجابة على سؤالي بصدق؟!

كيف يدرس أبناءك؟

متأمل

صدق المقال عندما يطابق الحال
شكرا أستاذ مفلح
ولعل المحن تمحص الصادقين من غيرهم
وبها يستصلح العقلاء أنفسهم فيراجعوا دينهم ليستقيموا كما أمر ربهم .
ويعملوا لدنياهم ليعمروها بطاعة مولاهم .
فالمحن تذيب الغفلة وتعيد الخلق لخالقهم
اللهم اغفر وارحم وتجاوز يارحيم ياغفور

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

شكرا لتعليق الأستاذ / أحمد بن مهنا الصحفي .. و اللهم اجعلنا ممن نفعت بهم خلقك و لا تجعلنا من ” الرجرجة ” .

أ.نويفعة الصحفي

يرى البعض أن كورونا أزمة تعيشها كافة دول العالم لكنها في الحقيقة دعوة من الله كي نعود اليه متوكلين عليه وهو يقول لنا في محكم كتابة قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .”
وشان المؤمن هنا انه يجمع بين التوكل على الله والنظر لهذه المنحة العظيمة وتاثيرها على سير حياته متأمل في علاقته مع الله والتي هي حجر الزاوية عند مثل هذه النوازل التي لا تأتي الا لحكمة ..
والصبر وأخذ الإجراءات الإحترازية ..
وهذه كلها على المؤمن ان يستحضرها مستعين بالله خالقه ومدبر امره …
والله نسأل ان يردنا إليه رداً جميلاً ويحفظ بلادنا من شر الأبئة والأمراض ومن كل ذي شر .
شكرا للقلم النير كاتبنا القدير ا. مفلخ الصاطي فقد لفت الانتباه لأمور مهمة وذات تأثير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *