يمر على الانسان الكثير من الأمور في حياته والتي يظن أنها شر ولكن الله سبحانه وتعالى لا يكتب له إلا الخير ، وقد قيل أن الإنسان لو كشف له الغيب لما اختار إلا ما قد كتب الله له..
قال تعالى: ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) 216 البقرة.
وما تمر به الأمة بل العالم بأسره من أزمة تسبب بها فيروس كورونا ، إلا أن وراء هذه الأزمة خيرا كثيرا على جميع الأصعدة ، فقط ثقوا بالله ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) 64 يوسف ..
ونظرا للإجراءات الاحترازية التي قامت بها الدولة رعاها الله للحد من انتشار المرض بين المواطنين والمقيمين والتي تمثلت في ضرورة البقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى، وما يترتب على ذلك من قضاء الشخص أوقات داخل المنزل، وهو الذي قد تعود على الخروج وعدم الجلوس في المنزل وذلك للارتباطات الاجتماعية التي لا يكاد أن يسلم منها أحدنا، فأنا أقول لعل في الأمر خير..
السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا اليوم هو كيف سنقضي يومنا داخل المنزل؟
لعل في جلوسنا بالمنزل خير لنا ولأسرتنا الصغيرة، نعم هي فرصة رائعة للجلوس مع العائلة ومحاورتهم ومشاركتهم اهتماماتهم وأفكارهم.
لذلك فقد رأيت من خلال هذا المقال أن نتشارك في وضع خطة تساعدنا جميعا في استغلال هذا الوقت والخروج من هذه الأزمة بما يعود علينا بالنفع والفائدة..
وهذه بعض الأفكار والمقترحات تساعدنا للاستفادة من أوقات تواجدنا بالمنزل:
1. الحوار مع الأولاد (بنين وبنات) له فوائد تربوية عظيمة.
2. عقد لقاء معهم وعمل اتفاقية لجدولة اليوم ولو جزء منه للجلوس مع العائلة وليس بالضرورة أن تكون بقيادة الأب أو الأم بل من الممكن أن يدير اللقاء أحد الأولاد، على أن يشارك الجميع في هذا اللقاء.
3. يتم الاتفاق على بعض الأمور المهمة كالصلاة جماعة، قراءة ما تيسر من القرآن، الأذكار ، سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، قصص الصحابة، قصص الناجحين، وقصص ملهمة.
4. توجيه الأولاد إلى تنمية التفكير لديهم ( استخدام الرابط العجيب، أكمل الرسم، سرد قصة غير مكتملة وحثهم على إكمالها … وهناك الكثير قد تجدونها في الإنترنت.
5. مشاركتهم اهتماماتهم وأفكارهم ومواهبهم وممارسة هواياتهم المفضلة.
6. هناك العديد من الأنشطة والألعاب التربوية على برنامج اليوتيوب اختر ما يناسبهم.
7. الاستماع إلى مقاطع صوتية أو فيديو ومن ثم التعليق عليها والاستماع لهم ومحاورتهم.
8. وضع بعض الأسئلة التي من خلالها تستطيع التعرف على احتياجاتهم بشكل غير مباشر (مثلا لو كنت أب ماذا ستقدم لأولادك؟….)
9. قد يكون اللقاء يوميا أو يوما بعد يوم حسب الاتفاق فيما بينكم.
10. الاتفاق أنه في هذا اللقاء يتم الابتعاد عن أي نوع من الأجهزة إلا فيما يخدم اللقاء.
11. حضور بعض الدروس العلمية والدورات التدريبية في الغرف الالكترونية المختلفة والاستفادة منها.
هذه بعض الأنشطة والأفكار المختلفة من الممكن تجربتها، خذ ما يناسبك واترك مالا يناسبك ، تفرد بطرحك لعائلتك، علما بأن الكثير من الأسر لهم تجارب سابقة مع أولادهم داخل المنزل، كما أنه يوجد الكثير من الأنشطة والأفكار الرائعة للاستفادة من هذه الفترة والخروج بمحصلة ثقافية علمية اجتماعية سيكون لها أثرها الايجابي على التربية بشكل عام ، حبذا لو تشاركونا أفكاركم ومقترحاتكم وفقكم الله.
هذا وأسال الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا البلاء، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين عامة وأن يردنا إليه ردا جميلا.
أسامة سعد المغربي
مقالات سابقة للكاتب