أزمةُ كورونا وباءً اجتاحَ العالمُ وسطَ صدمةٍ مهيبةٍ تعدتْ كلَ علماءَ البشريةِ وقادةُ الدولِ والشعوبِ ولمْ تستثنيَ لا دولةً عظمى ولا دولةً ناميةً ، على ظهرِ الأرضِ ، إنها أزمةٌ تكتوي بها الأممُ الغنيةُ والفقيرةُ . . .
ستمرُ أزمةَ كورونا بحولِ اللهِ كما مرَ غيرها منْ المحنِ والأزماتِ التي تعرضتْ لها البشريةُ لكنْ منْ المؤكدِ أنها ستتركُ بصماتها بشكلٍ واضحٍ على النظامِ العالميِ بأسرهِ . . وسوفَ نرى عالمُ ما بعدَ كورونا مختلفٍ عما قبلهِ في كلِ مجالاتهِ العلميةِ والاقتصاديةِ والصحيةِ والمجتمعيةِ . إلخْ . . .
ولعلَ منْ أهمِ العيوبِ التي كشفتْ لنا بعد تفشي هذا الوباءِ هشاشةَ النظامِ الصحيِ في أغلبِ دولِ العالمِ المتقدمِ والذي كنا ننظرُ إليهِ بنظرةِ التقدميةِ التطوريةِ بلْ وأحيانا نراهُ نموذجا للتطبيقِ في دولِ العالمِ الثالثِ .
والآنُ قدْ تعرى هذا النظامِ المتقدمِ أمامَ جائحةٍ كورونا ورأينا الجائحةَ تهزهُ هزا وتبعثرهُ أمامنا بلا غطاءٍ فقدَ شاهدُ العالمِ كلهِ جثثُ الضحايا داخلَ البراداتِ ومرضى في الساحاتِ والشوارعِ والممراتِ .. إلخْ ، وكلها مناظرُ مؤلمةٌ للبشريةِ جمعاءَ . . حدثَ هذا الأمرِ الجللِ رغمَ الطفرةِ الصناعيةِ التي يشهدها العالمُ ، وانتشارَ الذكاءِ الصناعيِ ، واختراقَ الفضاءِ ، إلا أنَ العالمَ لمْ يكنْ مهيئا لأيٍ منْ خططِ الطوارئِ للحمايةِ ولا حتى في الأخذِ بالأسبابِ الوقائيةِ فقدْ تأخرَ كثيرا في ذلكَ . . .
ونحنْ جزءً منْ هذا العالمِ في مواجهةِ هذا الوباءِ إلا أنَ قيادتنا الحكيمةَ استبقتْ الوباءَ قبلَ وصولهِ إلينا بخطواتٍ تنمُ عنْ وعيٍ تامٍ بمخاطرهِ .
وبحكمه ومسؤليه قادتنا حفظهم الله فعلى الفورِ بدأتْ مملكتنا الحبيبة في تنفيذِ خططها الاستباقيةِ والإجراءاتْ الإحترازيةَ والقراراتِ القويةِ التي أذهلتْ العالمَ والذي بدأَ مؤخرا بالإشادةِ بها..
أنَ هذا الوباءِ معَ كلِ ما بذلَ منْ إجراءاتٍ صحيةٍ واحترازيةٍ وتجهيزاتِ صحية عاليةٍ الجودةِ إلا أنَ المواطنَ والمقيمَ همْ المرتكزَ الأولِ ومحورُ الوقايةِ منْ هذا الوباءِ وهمْ منْ يرتكزُ عليهمْ الوطنُ بعدَ اللهِ في الخروجِ منْ هذهِ الأزمة بسلامة للجميعِ دونَ آثارٍ تحزننا أو آلام توجعنا . .
وعلينا أنْ نتذكرَ جيدا أنَ الخطورةَ ليستْ فقطْ في الإصابةُ بالفيروسِ ، بلْ في عدمِ الالتزامِ بالتوجيهاتِ الوقائيةِ التي تصدرُ لنا منْ الجهاتِ الرسميةِ . .
فعلينا الاستمرارُ في البقاءِ في منازلنا وتطبيقِ شعارِ كلنا مسؤولُ فعليا بالإبلاغِ عنْ كلٍ متهاونٍ ومستهترٍ بهذهِ التوجيهات والتعليمات ”
حتى لا تهدمَ جهودَ كلِ الجهاتْ ذاتِ العلاقةِ وتؤثرُ سلبا على نجاحِ المسؤوليةِ المجتمعيةِ وتضرُ المجتمعَ بأكملهِ لا سمحَ اللهُ . . .
نسألُ اللهُ جلَ في علاهُ أنْ يحفظَ بلادنا وسائرِ بلادِ العالمِ منْ كلِ مكروهٍ.
حميد إبراهيم الصحفي
مقالات سابقة للكاتب