الأيادي البيضاء

كورونا يتحول من وباء إلى جائحة عالمية كبرى تهدد الأرواح، وتُقلق الأبدان، البداية تحكي في سوق المأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية، حتى تفشى في العالم بأكمله، دُمر اقتصاد الدول، وقلب العالم رأسًا على عقب، وغير وجه الحياة، أصبحت الدول تتخذ أنظمة وقوانين صارمة، كتنفيذ أمر الحظر جزئيًا وكليًا وتلزم المواطنين بأخذ الإجراءات الاحترازية، أصبح الجميع في موجة خوف عارمة، وقلق لا منتهى له.

بسبب ذلك الفايروس القاتل والمُدمر، ورغم الصورة البائسة، وخطورة انتقال المرض بين البشرية، نرى العلماء في محاولات عديدة لإيجاد لقاح وإنقاذ العالم من المأساة، ولكن بلا جدوى! لا يوجد حتى الآن ما ينقذ البشرية من كورونا (كوفيد 19).

وفي خضم تلك الاحداث والشدائد، نرى أيادي الصحة يقفون سدًا منيعًا للتّصدي ضد الجائحة، ممارسون وأطباء يضحون بأرواحهم وجُل ما يملكون لأجل صحة المواطن، نراهم منذ بدء الجائحة، دروعٌ هم يعملون ليلَ نهار؛ لأجل رعاية وإنقاذ حياة المرضى، يقاومون حتى لا يتمدد الوباء، يقدمون خدمات إنسانية فريدة لا تُعبر فقط عن عملهم، بل هي تضحية كبيرة جدًا وعمل إنساني، كما أنهم يتعرضون لضغط نفسي وجسدي عظيم، يعملون لساعات، ويتعرضون للوباء كل يوم، يستقبلون الحالات، ويرتدون كل سبل الوقاية، حتى أنهم بكل أسى يدركون بأنهم معرضين للإصابة أكثر من غيرهم، ومع ذلك يقفون بكل ثبات لتصدي الجائحة دون أدنى تفرقة.

لديهم عائلات يعيشون الأزمة بنسبة إصابة مُضاعفة أكثر من غيرهم حيث أنهم معرضين للوباء في اي وقت عن طريق نقل العدوى، وهذا يشكل ضغوطات عليهم من كل جهة، يدافعون عن صحة الإنسان حتى يعود كل مُصاب الى مستقرة بكل عافية، لا يريدون أن يخسروا أي مواطن على هذه الأرض.

وعلى مر التاريخ وفي جميع أعوام تواجد الأوبئة لا نرى سوى أبطال الصحة والكوادر الطبية هم الواقفين بكل ثبات لحماية صحة الإنسان، هم يتعرضون للأوبئة ويصابون بها ويقاومون ايضًا في تلك المهنة العظيمة ويستمرون بكل ثبات ودون عجز لمساعدة الإنسان وإنقاذ حياته.

كل يوم نشهد بكل استياء قصص يحكونها الأطباء أو الممارسين الصحيين على تعرضهم للعدوى ومقاومتهم لاحتياج البشرية لهم في ذلك الموقف الصعب، وفي شقٍ آخر، ودعنا بكل أسى طبيبًا أو ممارسًا صحيًا، وهو يحاول أن يساعد المرضى، فقد نفسه في تلك الجائحة وهذا الوباء القاتل.

كل فرد من الكوادر الطبية يحكي قصة إنسانية عظيمة، ستبقى خالدة في الذاكرة حتى وإن ودعناه بأدمعٍ غزيرة، فكورونا لم يكن وباءً عابرًا، بل مرضًا لم يُكتشف لفتكه أي دواء، ملايين الإصابات، ومئات الوفيات، في تلك الجائحة، تذكرنا حينها دور مهنة عظيمة، وممارسين وأطباء عظماء، يقفون كل يوم لأجل حماية الأرواح حولهم، فهم الأيادي البيضاء، الجنود والجيوش التي تعمل لأجل الإنسان، بدورهم العظيم هذا، وبالتصدي لهذا الوباء، ولعظيم ما قدّموا، نحن بدورنا وجب علينا الوقاية والالتزام بالإجراءات الاحترازية، حتى لا نفقد أنفسنا ونفقد فردًا منا، يجب علينا جميعًا التعاون معهم يدًا واحده.

أبطال الصحة أرواح ثمينة لا نريد أن نخسر فردًا منها في تلك الجائحة فـهم النور لمن فقد البصيرة، وهم الوقود الذي سيحمينا بعد رعاية الله من فيروس لا يُرى بالعين المجردة، أبطال الصحة أطلقت عليكم مسمى الأيادي البيضاء، فهذا أبلغ وصف لموقفكم الذي سيسطّره التاريخ في جائحة عالمية كبرى، أنتم وقود الأمس واليوم.

سارة العتيبي

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “الأيادي البيضاء

Nora ..

استمري ♥️
ياكاتبة المستقبل ،مقال رائع 👌🌷
وأعان الله الأطباء وحمانا الله جميعاً من هذا الفايروس

رغد العتيبي.

من أفضل المقالات اللي قريتها من فترة طويييييللة طريقة سردك للكلمات تعبر عن مدى وعيك ورقي فكرك الوقت ابداً م راح يضيع عبث وأنتِ تقرين كل سطر فيه راح أظل داعمة لك دائماً فخوررررررة فيك وجداً💛💛💛💛💛💛💛💛.

فاطمه العتيبي

يالشخص الفخورين فيها وجدًا ابدعتي ابدعتي ياكاتبتنا الرائعه ومنها للأعلى ياقلب صديقتك❤️❤️

العنود الثقفي

حبيييبتي لا يعيقك اي شئ مقال جمميل جداً ويستحق القراءه بتمعن وحُب عقبال م اشوفك احلى كاتبه بالدنيا فخخورة جداً كونك صحبتي وكل هالجمال ف الكتابه طالع من أناملك الجميله استمري حبيبتي والله يبعد عنا وعن جميع الأمه هالأزمه ونحنُ نتمتع بصحة جيدة دائماً واعان الله ابطال الصحه وابطال الأمن وادامهم لنا وهم بصحة جيدة يارب🤍🦋.

نوره العالي..

من عاداتي المقالات مستحيل أكملها للنهاية باستثناء مقالتك،واضحة ومُختصرة وفعلاً معبرة عن اللي حاصل بالفترة هذي،أتمنى أقرأ لك للمرة الثانية والثالثة والرابعة!
فخورة فيك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *