الفؤاد رقيق و أصبح لهم رفيق لأحبتي الصغار ، فلقد جعلت لهم قلبي منار و أطلقت أسماؤهم على أوردتي و شراييني يمنة و يسرة ، فهذا فؤاد وهذا بشار و نبض قلبي هيام و أحفادهم نور عيني التي لا تنام وكيف تنام ؟ و هم في حاجة لدعوات الظلام .
هكذا هو قلب الوالدين من أب وأم وأجداد على مر العصور ، و اختلاف الأديان فحبهم لنا يطير و حبنا لهم بطئ يسألون عنا إذا غبنا حتى الشجر و لا نسأل عنهم حتى البشر ، شغلتنا عنهم الدنيا أو تشاغلنا و لحبهم بخلنا و جفوناهم في هذا الزمان رغم و جود الهاتف النقال ، فهم لا يريدون منا غير الاطمئنان ونحن طويناهم في عالم النسيان .
آه منك يا إنسان أتخاف من سماع الصوت و نار الشوق و بعد المكان واختلاف الزمان ! ؟ أهكذا تعتذر ! ؟ عد بلا حذر فإذا لامك اللائمون لا يلومك هذا القلب الحنون فالمحبة يا أخي و يا أختي ويا أبنائي و يا أحفادي ليست جرعة وداد نسقيكموها ولا بضاعة نستبضعها لكم ، المحبة هكذا تنعش الأبدان كنسيم الصباح و عبق زهر فواح فكيف ندخلها قلوبكم وقد أقفلتموها !!؟
لكننا بلا استسلام نرمي الكلام فيفهمه الفاهمون و يعود التائبون ، رغم أننا نؤمن بالقول بالإستاد للشافعي الإمام ما قاله في الوداد :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجيء تكلفا
نعم فايروس كرونا الذي لا يرى بالعين المجردة جرد لنا معادن الناس فهذا فضة وذاك الماس .
فاطمة بنت عبد الحميد المغربي
مقالات سابقة للكاتب