تفتخر الشعوب بأوطانها وتفتخر الأوطان بأبنائها إنهم حماة الأرض وخُدام ضيوف الرحمن ، إنه كل جندي ومدني في ميدان الشرف والعزة ..
أثناء توجهي اليوم من مدينة جدة إلى مدينة الطائف ، رأيت منظر مهيب لحظة اقترابنا من مدينة مكة المكرمة ، ونحن نشاهد أعداد الجنود الغفيرة والمعدات المنتشرة بأعداد مهولة لم أكن أتوقعها لأننا دوما نرى جزءً بسيطاً جدا مما يقدم عبر القنوات الإعلامية إنما على أرض الواقع فالأمر مختلف تماما فحقيقي إنني ذهلت وأنا مواطن فكيف بالزوار أو الحجاج ؟!!
وأعلم أن القيادة الرشيدة وكل مسؤولي الدولة يعملون ليلا ونهاراً لإنجاح خطط مواسم الحج بجميع الأحوال مهما كانت طبيعية واستثنائية حتى مع هذا الوباء الذي أنهك العالم بأسرة إلا أن حكومة المملكة العربية السعودية أخذت على عاتقها إكمال الفريضة الربانية والركن الخامس من أركان الإسلام ووفرت كل السبل ليكون حجا آمنا ولا يتعرض الحجاج للأذى أو العدوى لأنه أمر ليس بيسير ولكن بعزيمة الرجال وضِعت الخطط والإجراءات وتم وفود الحجيج على مكة المكرمة والمدينة المنورة للاستعداد لرحلة الحج المباركة .
فعلا اليوم الخامس من شهر ذي الحجة 1441هـ يوم انبهار واعتزاز فقد انبهرت من أعداد رجال الأمن وهم ينتشرون على جنبات الطرق السريعة بكامل عدتهم وعتادهم وجاهزيتهم من جميع قطاعات وزارة الداخلية و الحرس الوطني والقوات المسلحة التي تساندهم ومنسوبي وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي..
فعلا رأيت شباباً نفتخر بهم من أصغر جندي إلى أكبر ضابط ومدني إنهم حماة الوطن وخدام ضيوف الرحمن وحقيقي قد لا نشكرهم على جزيل ما يقدمون بالسلم والحرب وعلى الثغور وفي ميادين الشرف وخدمة ضيوف الرحمن ولكن ما يقومون به عمل جليل وهو إبراز ما تقوم به قيادتنا ممثلة بقائدنا ملك الحزم والعزم وملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي ندعو الله أن يلبسه لباس الصحة والعافية ، وبمتابعة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، وإشراف أمير منطقة مكة المكرمة الذي يتابع سير الخطط ويترأس لجان الحج ، حفظ الله هذا الوطن قيادة وشعبا الذي جعل خدمة ضيوف الرحمن والطائفين والركع السجود شرفا لهم .
د. محمد عيد السريحي
مقالات سابقة للكاتب