بين الخط والخير

بعد أن تم الإعلان من قبل وزير الثقافة السعودي بتسمية عام ٢٠٢٠ “عام الخط العربي” ؛ احتفاءً بالخط العربي وتقديراً للغة الضاد والسعي في إبراز مهارات ومواهب المؤسسات الحكومية والأهلية والأفراد في هذا المجال.

تعمقت في هذا الفن الإسلامي العريق ، أخذت أبحر في التعلم، ولا يمكن للشخص الذي يجهل ارتياد البحر أن يستقل قارباً ويبحر به بمفرده، كذلك الشخص المبتدئ دائما في أي مجال لابد أن يواجه صعوبة في تعلمه ويحتاج إلى من يأخذ بيده حتى يصبح متمكناً.

كان الأستاذ عبدالله الحسن هو قائد القارب في رحلة تعلم الخط، بينما كنت أنا أحد الركاب الذين شرفهم  التعلم وأخذ النصيحة منه،  حتى أتمكن في المستقبل من أن أصل إلى ما وصلوا هم إليه ، رغم تكراره لجملة ” أنا مجرد شخص محب لفن الخط ولست من الخطاطين “، إلا أنه كان مبدعاً.

كان يردد دائماً عبارات محفزة مثل ( بداية المشوار هي أصعب المراحل، ومن لا يملك الشغف لا يتجاوزها ) كما كان يردد أيضاً ( بعزيمتك وإصرارك وكثرة التمرين ستكونين في القمة، ولن يصل أحد إلى القمة بلا عناء ومشقة، فالمحاولات الكثيرة تدلك على طريق النجاح).

كانت هذه العبارات هي الوقود في رحلتي لمواصلة المسير ، حيث بدأ بتعليمي أساسيات الخط و قواعد الكتابة وهي :

الجلسة الصحيحة

مسكة القلم الصحيحة

رسم نهايات الحروف الصحيحة

وقال : أن مسكة القلم ليست سهله لكن مع الممارسة والتمرين الكثير والكثير  سيتحسن خطك .

كما أنه أوضح لي طريقة في تقليد الخطوط، لكل من تعسر عليه كتابة حرف أو كلمة معينة عليه أن يتبع التعليمات التالية:

 طريقه تسهل عليك عملية التقليد

١-أحضر ورق شفاف

٢- ضع الورق الشفاف فوق اللوحة التي تريد تقليدها

٣- اكتب بالقلم الرصاص على الورق الشفاف مثل اللوحة  ثم كرر ذلك في أكثر من مكان على الورق الشفاف

٤- قم بإزالة اللوحة واكتب بقلم الخط على الورق الشفاف في كل مكان كتبت به بقلم الرصاص،

بهذه الطريقة سوف تساعد يدك على تقليد الخطوط والتمرين عليها، حيث أن كثرة التمارين تجعل اليد تحفظ الأحرف وطريقة كتابتها وقواعدها من دون أن تشعر

ولكي تسهل عليك عملية تعلم الكتابة أكثر استعن ببعض كتب قواعد الخط لكبار الخطاطين .

ومن كلمات أستاذ عبدالله الحسن أيضا عن الخط :

أن لكل فن مدرسة، وللإبداع فيه لابد من أن تغوص في أعماق المدرسة وتخوض التجارب حتى تبدع ويقبل الناس إبداعك، فالأعمال الفنية تحتاج إلى ذهن صافي وخيال لكي تخرج عن المألوف فإذا كان ذهنك مشغولاً، لن تستطيع أن تبدع في التصوير أو التصميم أو حتى الخط، وهذا من تجربتي في حياتي ، فالخط  نوع من انواع الفن وله عشاقه وأهله ومن يريد أن يبدع فيه لابد له من التعلم والتدرب بلا كلل ولا ملل، ورأيت بنفسي كبار من الخطاطين يتعلمون ويحضرون ورش لشباب أصغر منهم سناً لا يخجلون ولا يملون من التعلم.

ولابد للخطاط من نفس عميق وشغف وعشق بينه وبين الحبر والورق والقلم، كلما ضاق به صدره أمسك القلم وأغطسه في المحبرة، وبدأ يكتب وكأنه يسكب ضيق صدره على الورق لتلمع الأحرف فرحا وترقص طربا لتنقشع سحابة الحزن من صدره.

لم تنتهي رحلتي بعد، رغم أني كنت أتعلم دروس الخط إلا أنني قد تعلمت من أستاذي شيئا آخر ألا وهو حب فعل الخير، فقد كانت جميع الدروس والنصائح التي يقدمها لي بلا مقابل، وفي الحقيقة ذاك هو السبب الذي دفعني لكتابة هذا المقال فعند مناقشتي له رد قائلاً : لا يمل المسلم من صنائع المعروف ولو بابتسامه، والخير كالزهور في حياتنا متنوع في شكله ورائحته و الواحد منا لابد له من مساهمات في كل باب من ابواب الخير لأنه لا يدري من أي الأبواب سيدخل الجنة، وأي الأبواب سيصرفه عن النار

كما جاء في الحديث (لا تحقرن من المعروف شيئا … )

ختام قولي هو أنني أردت تنبيه الغير لفعل الخير؛ لما فيه من وقع وأثر عظيم في النفس

شكراً لمعلمي الذي جمع بين الخط وحب الخير ولكل شخص يسير على نهج الحبيب صلى الله عليه وسلم.

آمنة عبدالله الشحي

 

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “بين الخط والخير

عبدالله الحسن

جزء الله اختي في الله أمنه على ما كتبة عني وانا لم اقدم ما يستحق أن تكتب عني.
وهي في الحقيقة انسانه مكافحه شغوفه صبوره لا تمل من النصح والتعلم.
شكر الله للصحيفة قبول نشر المقال وشكر الله للاخت أمنه على ما كتبته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *