إشتداد الحر ولهيب الصيف هذه الأيام ليس أشد حرارة وغلياناً من غضب أولياء أمور طلاب مدرسة موسى بن نصير الاإبتدائية بغران – التابعة لمكتب تعليم خليص ، والتي تدخل هذا العام عامها الرابع وهي خارج الخدمة وطلابها يعانون الأمرين من تحويل دوامهم لدوام مسائي وحشرهم في فصول ضيقة بثانوية غران .
مدرسة موسى بن نصير وهي المدرسة العتيقة التي تأسست عام 1380هـ وخرجت الآلاف ، كل ذلك لم يشفع لها أن تجد معاملة خاصة أو حتى إلتفاته أو إهتمام من مسؤولي التعليم.
وتعود أحداث القصة إلى ما قبل أربعة أعوام عندما تم إعتماد المدرسة ضمن المدارس التي سيعاد ترميمها وتأهيلها من جديد وتم توقيع العقد مع أحد المقاولين وأُخليت المدرسة وشرع المقاول في العمل لعدة شهور ثم توقف فجأة ، واختفى وتوارى عن الأنظار وبعد كثير من الأسئلة والإستفسارات التي لم تجد إجابات و طول إنتظار جاءت الإفادة من إدرة تعليم جدة بوجود خلاف بين التعليم والمقاول وبسببه تم توقف العمل بالمدرسة.
ومن ذلك الوقت حتى اليوم والمدرسة خارج نطاق الخدمة و ﻻ إجابة شافيه من تعليم جدة سوى عبارة جاهزة مفادها أن : (الموضوع بيد الوزارة) !!
صحيفة غران الإلكترونية تواصلت مع مدير المدرسة الأستاذ مرزوق الصحفي الذي أفاد بأن بداية العقد كان في شهر رجب من عام ١٤٣٤ومدة التنفيذ المنصوص عليها في العقد ثمانية أشهر فقط ، ونطاق العمل حسب العقد يشمل تأهيل شامل لجميع الفصول والممرات والمرافق لتعود المدرسة وكأنها مدرسة جديدة مع وجود بعض الإضافات مثل تغيير توجيه تصريف المياه من أجل الأمن والسلامة ، وتغيير بلاط الفناء واستحداث صالة رياضية ، وملعب إنجيلة صناعي وإعادة تأهيل المظلة الخارجية.
وبدأت المرحلة الأولى بإزالة الأنقاض التالفة والتي يجب التخلص منها ، ثم بدأ المقاول في تغيير سعة النوافذ ولكنه لم يكمل وتوقف عن العمل .
وبسؤال المقاول عن سبب التوقف أفاد أنه بسبب وجود خلاف بينه وبين التعليم دون أن يعطي أي تفاصيل عن ماهية هذا الخلاف!
وعلمت الصحيفة أنه تمت العديد من الإتصالات والزيارات بين إدارة المدرسة ومكتب تعليم خليص مع تعليم جدة إنتهت إلى أن مشروع تأهيل مدرسة موسى بن نصير الإبتدائية متعثر بسب خلاف بين المقاول والتعليم وملف المدرسة بالوزارة.
ومن جانبهم قام عدد من المواطنين برفع خطابات وبرقيات إلى مقام إمارة منطقة مكة المكرمة وإدارة تعليم جدة ووزارة التعليم ، لكنهم لم يتحصلوا على أي إجابة شافية ولم يتغير الحال ، وتبقى المدرسة معطلة والطلاب ملحقين بمدرسة ثانوية في فترة دوام تبدأ بعد الظهر عند توسط الشمس كبد السماء ، عندها مطلوب من البراعم الغضة أن تتوجه للمدرسة قبل أن يقرع جرس الطابور !
وكان للصحيفة إستطلاع سريع مع بعض أولياء الأمور ، والذين عبروا عن إستياءهم واستغرابهم من الوضع الذي آلت إليه المدرسة وتجاهل الوزارة لهم ..
المواطن رجاء محمد الصحفي قال للصحيفة : “ليت المدرسة العتيقة بقيت كهلة عجوز متهالكة كماهي ، لا نريد ترميمها إذا كان الثمن هو تشريد أبنائنا. .. وأبدى إستغرابه من الصمت الذي يحيط بهذا المشروع يقول : لقد أبرقنا وخاطبنا ولكن بدون إجابة !
المواطن عبد الرحيم شاكر يقول : “لم أترك باباً لمسؤول معني بهذا الأمر إلا وطرقته ولكن من دون فائدة” .
ولي الأمر فيصل الصحفي يقول : “إبني يداوم بمدرسة تبعد عن غران 40 كم لعدم إستطاعتي إيصال الإبن بالمساء”.
المواطن علي الصحفي يقول : “منظر الأبناء وهم ذاهبون للمدرسة مشياً على الأقدام يحملون حقائبهم على ظهورهم عند الظهيرة محزن ومؤلم وﻻ يقبله عاقل”.
والعجيب بالأمر كذلك أن مدرسة متوسطة وثانوية غران هي كذلك متهالكة وتحتاج إلى ترميم ومع ذلك مستهلكة تشغيل على ثلاث فترات صباحي ومسائي ونادي الحي إذ تبدأ أجهزة هذه المدرسة بالعمل من الصباح وحتى الساعة العاشرة مساء دون توقف ، مما يتطلب الصيانة اليومية لمرافقها التي هي بالأصل منتهية الصلاحية.
صوت الضمير يقول ..
إلى أن تحل هذه المعضلة المزمنة على الأطفال وصغار السن اللجوء إلى الله عزوجل بالدعاء أن يخفف عنهم وطأة حرارة الشمس وليهب القيض وأن ﻻ يريكم مكروهاً في أبنائكم أيها المسؤولون ، يامن حملتم أمانة أبناء المسلمين. وﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله .
إنا لله وإنا اليه راجعون ، وعظم الله أجركم في ضمائركم .