أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأنه جل وعلا قد أكرم كل معلم إذ قال : (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير).
لم ينصفك حقك ولم يحسن القول وإن أراد ذلك من قال : “المعلم شمعة تحترق لتضيء للآخرين الطريق” ، ولسنا منصفين إذ نردد معه هذا القول ، بل المعلم نور لا يحترق ولا يحرق بل يضيء القلوب وينور الدروب ،..
المعلم بنّاء ، ويد معطاء لاتكل ولا تمل ، تبني إنسانا وترفع بنيانا ، وتشيّد أوطانا ، أفيجعلون يوما للمعلم ؟
إنما هم لا ينفكون يتفيئون ظلال دوحه نهارا ويستنيرون بسُرجه الزاهرة ليلا !
فمن نوّر الأبصار لتقرأ (الحمد ) غير المعلم؟
ومن روّض أنامل الطفل لتكتب الحرف والرقم غير المعلم؟
ومن أرشد للفريضة ، ومن علم الحساب والفصاحة والبيان ، وكل العلوم بأصنافها غيرك أنت ؟
أيوم واحد لنحتفل بمكانتك ؟ كأننا نتلبس بالعقوق فعلا ، ونفسخ ثوب جمال المروءة ونخلع تيجان الوفاء إذ نحصر الحديث عن حقك في اليوم الخامس من أكتوبر فقط .
وعلينا جميعا أن نجعل كل أيامنا تقديرا لكل معلم ولانفتر ثناء عليه ودعاء له كل ما جاء له ذكر أو خطر.
ومهما يفاخر من جمع من أسباب التفاخر مايظن أنه بها لا يبارى، فإن مفخرة المعلم تغلب، وما ذلك إلا لسبق لا يجارى ، والله من عرف للمعلم قدراً فإنه قد عرفه لنفسه أولا، وازداد به بما عرف من التقدير أضعافا !
كتبت حروفًا من مشاعر حقٍ لا تسعها الكتابة وصفا ، فمعذرة منك فأنت من علمت الوفاء ، وتقديرًا لك فأنت من بينت معناه أداءً .
وباسم كل نبيل وكل طالب وكل مقدر ثقة مني بمشاعرهم تجاهك أقول : شكرًا لك أيها المعلم، ليس فقط في يوم المعلم العالمي بل في كل يوم .
أ. عبدالرحمن مهنا الصحفي
قائد مدرسة ثانوية خليص
مقالات سابقة للكاتب