ظهرت في الآونة الأخيرة إشارات بالأصابع أو الأيدي وقصات وتقليعات مبهمة .. أصبحت منتشرة وقد إنتشرت بسرعة هائلة كانتشار النار في الهشيم ..
نرى هذه الإشارات لدى تصوير بعض الشباب أنفسهم على شبكات التواصل المختلفة – أسال الله أن يحفظهم ويهديهم وإيانا سبل الرشاد ..
كإشارة اليد بأصابع مفتوحة كالمثلث المنفرج أو إشارة المسدس بالإبهام والسبابة والأصابع الثلاثة مضمومة إلى راحة اليد ، وكذلك إشارة الإثنين بالإصبعين السبابة والوسطى مفتوحتين مع إنحناءة بسيطة للخارج أو الداخل ، وقد إتضح أنها إشارة لعبدة الشيطان وهي فرقة ضالة تبيح كل ماهو محرم ومنبوذ ومخالف للعقل والفطرة السليمة ، ومعنى هذه الإشارة الصلاة للشيطان أو كما تسمى باشارة “تشرشل” رئيس وزراء بريطانيا ابان الحرب العالمية الثانية تعبيراً عن النصر والإنتصار في الحرب ، ويقال أنه أول من إبتكرها وهي ليست إشارة تعبيراً عن إثنين متساويين كما هو معتاد ، وكذلك الإشارة بالإبهام والكف شبه مقبوضة وما إلى ذلك من الإشارات التي ظهرت فجأءة وحديثاً ..
وأنا أجزم أن الذين يفعلون ذلك لا يدرون ما معنى هذه الإشارات والا لما فعلوها لأنهم قد تربوا على تعاليم إسلامية ، هم فقط أخذوها تقليداً لمن يعجبون بهم من المشاهير ، وقبل أعوام أرقونا وأرهقونا بإشارة المصارع ( جون سينا ) ، ومن قبله إشارة المصارع (سنوكا الطائر) ، وكلما جاء أحد المشاهير بإشارة أو حركة أخذنا نتنافس في تقليدها دون أن نعلم ماوراء هذه الإشارات أو الحركات ..
وبدأت أتساءل في أي شيء نحن بارعون ؟
وبمعنى أوضح ما الذي إبتكرناه نحن وعملنا به من بنات أفكارنا ومجهودنا وثقافتنا ولم نقلد أحداً ؟!
كل شيء نأخذه تقليداً من الغرب أو الشرق والغرب والشرق له مميزات وأعمال عظيمة جدا من صناعات واختراعات أفادت الإنسانية لا ريب ، فما المانع أن نقلدهم ونتسابق معهم في العلوم والتكنولوجيا فنكون قد إشتركنا معهم في خدمة الإنسانية التي نحن ولا شك جزء منها ..
لماذا لا ناخذ ما ينفع ونترك الغثاء والزبد ؟ ، ولكن نحن نفعل العكس تماماً ناخذ كل مالا نفع ولا طائل منه و مبهم دون أن نفتش عن معناه ، قبل أن نطبقه بجنون وهوس وافتخار كأننا نحن من إبتكره وما نحن سوى مقلدين بدون وعي ولا إدراك عما تخبأه تلك العادات التي إختطفناها من كل من هب ودب ..
وإذا تكلمنا قالوا أنتم متزمتون تحرمون كل شيء وقد أصبح العالم قرية واحدة ودائما تحملون فكرة المؤامرة وتحملون الأمور فوق ما تحتمل …
وهذا إتهام باطل فنحن لشدة حرصنا على تمسككم بثقافتكم – وثقافتكم غنية وليست فقيرة أو قاصرة ولله الحمد – نطالبكم بالتحري وإمعان العقل الذي وهبنا الله إياه في كل ما يرد إليكم وأن لا تكونوا إمعات ومقلدين فقط دون تفكير ، وليس كل حركة يقوم بها معجبوكم من ممثلين أو فنانين أو لاعبين ورياضيين هي جيدة ..
فما الضير في أن نتعب أنفسنا لبعض الوقت في التحري والإستقصاء فيما يردنا ، حتى إذا ما انتقد أحد مثلي بانكم مقلدون ، وضحتم لنا المعاني التي غابت عنا وألزمتمونا الحجة بالإقناع …
أرجو أن لا نُتهم بأننا ننتقد لمجرد الإنتقاد فقط ، ويعلم الله أنني مشفق وحريص على شبابنا عدة المستقبل وعتاده ..
(وإن أريد إلا الإصلاح ماستطعت ) …
ولذلك سنظل نحاول ونحاول توعية أنفسنا وإياكم لكي لا تلومنا الأجيال وتتهمنا بأننا كسالى لم نورث لهم شيئا سوى التقليد الأعمى ، وأننا نتكلم أكثر مما نعمل ويجب أن ننوه هنا أن الدين الإسلامي ليس دين إشارات أو همز أو لمز وهو لوضوحه وبيانه قد إستغنى عن الهمز واللمز ، بل قد عاب في بعض أيات القران الكريم اللمز وجعله من صفات المنافقين أجارنا الله والمسلمين من ذلك …
وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور عن إتباع سنن اليهود والنصارى والحديث هو (ْعن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم” ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : “فمن؟ “.[البخارى..ك..الإعتصام.. ومسلم ..ك..العلم.. باب إتباع سنن اليهود والنصارى) .
وأسال الله أن يردنا إليه ردا جميلا … والله الهادي إلى سواء السبيل .
مقالات سابقة للكاتب