أهمية مؤتمر اتحاد المؤرخين العرب في دراسة التاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. 
تكمن أهمية مؤتمر اتحاد المؤرخين العرب في دراسة التّاريخ فى كون التاريخ من أهم العناصر التى يستند عليها أى مجتمع فى تطوره سواء كان ذلك من ناحية أدبية أو ناحية علمية أو تاريخية، وله علاقة وثيقة بمختلف العلوم ، ولأهمية علم التاريخ فقد خصه المؤتمر باهتمام كبير ، فهم يميلون إلى معرفة مصير الأمم السابقة ومعرفة الأنساب وحوادث الزمان ، لذا فإن دراسة التاريخ تسجل تاريخ كل العلوم وجهود الانسان في الميادين المختلفة وتصف العلوم الطّبيعيّة والاجتماعية والفلسفيّة وكذلك علوم الدّين وتاريخ العلوم الأخرى والفنون والاقتصاد والتّعليم، وتهتم بجذورها بشكل واضح كما لو أنهم من الواقع.

وقد اندفعت الأمم إلى دراسة التّاريخ لأهميّته في معرفة وإدراك الحقيقة واتخاذ مواقف من تجارب السّابقين والقدرة على التّخطيط وربطها بالحاضر الّذي نعيشه.

حيث أن أهداف مؤتمر المؤرخين العرب تبرز في مشاركة كافة المؤرخين العرب وجمع الثقافات العلمية والعربية لدعم الحراك الثقافي التاريخي العربي وحول العالم ، حيث يهدف المؤتمر في أهدافه دراسة تاريخ الأمة العربية بمنهاج علمي موضوعي والعناية بالتراث التاريخي للأمة العربية وتنمية المعرفة لدى المواطن العربي وتشجيع وتحديث الدراسات التاريخية والأثرية التى تسهم فى دعم أواصر الوحدة العربية والعمل على توثيق التعاون وتحقيق الترابط بين الدول العربية و إبراز العناصر التى أسهم بها العرب والمسلمون فى بناء صرح الحضارة البشرية وتكريم شوامخ المؤرخين العرب داخل مصر وسائر الوطن العربي ونشر البحوث التاريخية والأثرية فى: ( مجلة المؤرخ العربي) والتصدي بالأدلة العلمية التاريخية للدفاع عن القضايا العربية وبخاصة قضية فلسطين والدفاع عن الحقيقة التاريخية من أن تقع تحت أي تأثير مذهبي أو عقائدي وتنقية التاريخ العـربي مما لحق به من شوائب علي مـر العـصور والدفـاع عن حقـوق المؤرخ العربي وإنتاجه العـلمي وتطوير وتحديث الدراسات التاريخية باستخدام أحدث وسائل التقنية الحديثة .

حيث أن انفتاح التاريخ على سائر العلوم الإنسانية والعلوم الأخرى يمنحه أهمية أكبر كعلم مكمل ومنسجم مع العلوم الأخرى يؤثر ويتأثر بها، ويتبادل المنفعة معها، بالأخص ان العلوم الإنسانية التي تهتم بدراسة الانسان تكون ذات تأثير متبادل وأصبحت العلوم تحتاج بعضها، ويتمكن المؤرخ من خلال استعانته بالعلوم الأخرى ان يحلل ويشخص الظواهر التاريخية المعقدة ويفككها، فالتاريخ علم ويفرض على المؤرخ ان يمتلك أدواته ويأخذ بمختلف العلوم والفنون والمعارف، ويؤكد ذلك ما أشار إليه ابن خلدون فى مقدمته :” إن فن التاريخ محتاج إلى مآخذ ومعارف متنوعة وحُسن نظر وتثبت يُفيضان بصاحبهما إلى الحق، وينكبان به عن المزلات والمغالط “.

وقد قمت بإعداد دراسة بعنوان الحصار العثماني لجزيرة مالطا عام ١٥٦٥م /972هـ ، حيث يناقش موضوع البحث في فصلين حيث تناول الفصل الأول موقع جزيرة مالطا وسبب تسمية مالطا بهذا الاسم وفي الفصل الثاني تناول حصار العثمانيين لجزيرة مالطا.

وكان المؤتمر هذه السنه مميز لأنه تم إنجاز هذا المؤتمر بنجاح رغم ما يواجهه العالم من جائحة كورونا ،كل الشكر والتقدير لإدارة اتحاد المؤرخين العرب والقائمين على المؤتمر وعلى رأسهم رئيس الاتحاد سعادة أ.د.محمد عيسى الحريري.

د. هالة بنت ذياب المطيري
نائبة المشرف على فرع الجمعية التاريخية السعودية- منطقة مكة المكرمة

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “أهمية مؤتمر اتحاد المؤرخين العرب في دراسة التاريخ

د: محمد احمد الثقفي

كلام جميل فعلم التأريخ هو العلم يثري المعرفة ويكشف الحقائق ويعزز الهوية والإنتماء ويفهم قواعد توزيع القوى.
بارك الله فيك دكتوره ونفع بك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *