في بلاد الحرمين ..

تصور أخي العزيز يامن تسكن مكة المكرمة و من بجوار مكة المكرمة ، بل أقول يامن تسكن بلاد الحرمين كم في الدنيا من البشر ….

يقال أن عدد البشر قد بلغ أكثر من سبعة مليارات هم عدد سكان المعمورة ، وعدد المسلمين يزيد عن مليار وسبعمائة مليون مسلم فتصور معي رعاك الله ، فمن دون هذا العدد إختارك أنت كي تكون من ساكني بيته المعظم الذي تفد إليه القلوب المؤمنة الموحدة من كل أصقاع الأرض ، بل ويتمنى كل مسلم أن ينال ركعة واحدة في هذا البيت ..

ينظر الناس إلى الكعبة من خلال شاشات التلفاز ويتحرقون شوقاً إليه ويزرفون الدموع السخينة أملاً ورجاء أن يكتب لهم ربهم ويكرمهم بزيارته والطواف حوله لينالوا رضوان الله ….

وأنت في أي لحظة وفي أي فرض من فروض الصلوات الخمس تستطيع مشياً على الأقدام أو راكباً بسعر زهيد لا يتعدى عدد أصابع يديك من الرياﻻت فاذا بك عند بيت الله الحرام ، تصلي ما شاء الله لك أن تصلي وتطوف ما طاب لك من الطواف ، وتكرع من ماء زمزم حتى ترتوي وتملأ عينيك من منظر الكعبة المشرفة….

بربك أي شرف شرفك الله به وأي وسام قلدك الله إياه ، وأي كرم أكرمك الله إياه بعد هذا ، وبرغم ذلك نتهاون عند هذه المنحة الربانية ، وكم تأملت في وضعنا وفزعت خشية أن نكون من المحرومين والعياذ بالله ….. بيت الله الحرام مهوى ومثوى أفئدة مئات الملايين من المسلمين …

قم بزيارة واحدة إلى البيت الحرام وقف بجوار أحد القادمين من البلاد البعيدة وتأمله كيف يقبل الحجر الأسود وكيف يحتضن الملتزم وكأنه في حلم ولسان حاله يقول هل أنا فعلاً في بيت ربي .. هل أنا حقا ألتزم حلقات هذا البيت الذي طالما تمنيت منذ نعومة أظفاري أن تطأ قدمي أعتابه .. فهنيئاً لي إذن إن كنت في يقظة وليس في حلم ، بل ألف هنيئاً لي إن كنت في حلم فما أروعه من حلم إن كان بجوار البيت العتيق ….

تأمل هذا المشهد المهيب بعين البصر والبصيرة ، فسوف تجد إن أنصفت نفسك إنك مغبون وما غبنتك إلا نفسك وتهب لكي تتدارك ما فاتك من لحظات ويزيدك حسرة إن علمت أن الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة عما في سواه .. فيالهول ماضيعنا من حسنات !

فاللهم إرحم ضعفنا وتقصيرنا فأنا عبيدك وليس لنا سيداً ورباً سواك ، يارب إرحمنا فانك بنا راحم ﻻتعذبنا فأنت علينا قادر ياأرحم الراحمين ..
وصل اللهم وسلم على حبيب القلوب محمد عبدك ورسولك ، واحشرنا في زمرته وتحت لوائه واسقنا من حوضه الشريف بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً …. آمين آمين …

أخوكم : إبراهيم يحيى … أبوليلى

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *