كتب الإعلامي الأستاذ داود الشريان في زاويته “أضعف الإيمان” في صحيفة الحياة عن الفيلم الإيراني محمد رسول الله ﷺ ، ورأى الكاتب أن الفيلم واجه إعتراضات شديدة في الداخل والخارج بسبب تجسيده لشخصية الرسول ﷺ وأنا هنا لا أتحدث عن ذلك بالتأييد أو الاعتراض ، مع أن الكاتب وقف عند هذه المسألة كثيراً ، وإنما حديثي عن رؤيته بأهمية الفيلم كعمل درامي إسلامي وحجته في ذلك قوة تأثير الدراما على المتلقي ، وأن الفيلم قدم الإسلام على نحو عجز عنه الوعاظ والخطباء.
قلت : كيف يمكن لثقافة مليئة بالمغالطات العقدية والتأريخية عن رسول الإسلام العظيم ﷺ وعن سيرته وسيرة أصحابه الكرام أن تقدم عملاً درامياً يمثل الإسلام ورموزه بالصورة الصحيحة التي كان عليها دون أي تدخل ثقافي طائفي من هنا وهناك قد ينحى بالعمل منحىً بعيداً ويفرغه من الحقيقة والمصداقية ، ومع إيماني العميق بما ذهب إليه الأستاذ داود حول أهمية الدراما ودورها المؤثر في إيصال الرسالة للمتلقي ، إلا أنني أرى أنه عندما يكون العمل الدرامي يتعلق بـدينٍ كالدين الإسلامي ورموزه فإنه يجب التحفظ حول ذلك العمل كثيراً ، لأن إستقاء المعلومات والحقائق التأريخية التي تمثل سيناريو العمل الدرامي يجب أن يكون من المصادر الصحيحة الصافية المنبع بعيداً عن كل المغالطات العقدية والتأريخية الطائفية التي بلاشك ستفرغ العمل من مضمونه الحقيقي وستوصل رسالة خاطئة لجمهور المتلقين.
أحمد الرباعي
مقالات سابقة للكاتب