أسف لإنقطاعي عنك كل هذه الفترة الطويلة والتي أمتدت لحوالي شهر ونصف ، وإنما كما هي العادة فإن الدراسة أخذت مني الوقت الكثير ، وأبشرك بأنني أديت تجربتي الأولى مع الأيلتس وكانت النتيجة 4.5 ، والحمد لله تعتبر نتيجة عالية لمن هم في مثل خبراتي … لقد أكتشفت شيئاً جديداً أثناء أدائي إختبار الأيلتس وذلك من خلال لقائي مع بعض الطلبة من عدة معاهد ومدن أخرى … الكثير من الطبة قبل أن يحضر إلى مقر الدراسة يكون قد سمع بطريقة أو بأخرى عن هذه الإختبارات وغالباً يُصعِّب الناقل الإختبار بطريقة سلبية بحيث يتحدث الكثيرون أن إحراز 5.5 هو درجة صعبة ولهذا تجد أن الكثيرين يتبرمجون على أن هذا هو الحد الأعلى فيحد ذلك من قدرات ويصنع لديهم قرارات داخلية مقيدة لقدراتهم .. لأنني وجدت كثيرين أدوا الإختبار أكثر من مرة وكانت الدرجة التي توقفوا عندها هي 5.5 ، ولأن هذا الأمر جديد بالنسبة لي ، كان لا بد من الرجوع وإستشارة أبو عبدالله في الأمر… في نهاية الأسبوع ذهبت إلى أبو عبدالله وسألته ، فقال : إن عقل الإنسان يعمل بطريقة فتح مسارات جديدة لكل شيء يتعلمه الإنسان ، وكلما تكرر أداء العمل أو الشيء المتعلم حديثاً مرات أكثر كلما كانت المسارات الجديدة أكثر يسراً وسهولة على العقل أن يسلكها ، وفي المقابل إن العقل غالباً لا يفرق بين الحقيقة والخيال فإن أفترضنا أن الشخص حدث نفسه بأن الحصول على درجة 6 في الإختبار شيء صعب ، فإن الدماغ يفتح مسارات لهذه المعلومة فيصدقها ، وكلما تكرر التفكير في هذه المعلومة كلما كانت المسارات أكثر ثباتاً وأيسر سلوكاً ولهذا يتصرف الشخص بطريقة لا واعية لتجنب الخروج من هذا المسلك الذي وضع نفسه فيه فيحد ذلك من قدراته … فكرت في كلام أبو عبدالله فوجدت ذلك ينطبق على كثير ممن قابلتهم حيث أن الجملة التي يكررها أغلبهم ” يا أخي كثير لم يستطيعوا الحصول على أكثر من 5.5 وفي جامعات تقبل هذه الدرجة ” ، فهم بذلك حددوا لأنفسهم سقف للدرجة وفي نفس الوقت حددوا مخرج واحد وهو البحث عن جامعة تقبل هذه الدرجة..
بعد كلام أبو عبدالله قررت أن أضع لنفسي سقف أعلى مما يتحدث عنه الأغلبية … وفي نفس الوقت هذا سوف يفتح لي مجال أكبر في خيارات الجامعات والتخصصات … يا سبحان الله الإنسان أحياناً يغفل عن فهم نفسه … وبالمناسبة كنت أتحدث مع أحد الطلبة في المكتبة والذين يحضرون للدكتوراه في السنة الأخيرة … فنصحني بأن أُكثر القراءة باللغة الإنجليزية في أي مجال سواءً الجرائد المحلية أو الكتب المخصصة لأطفال المدارس الإبتدائية ، لأن ذلك سيرفع لدي عدد المفردات اللغوية وتنوعها وطرق إستخداماتها المختلفة .. وفي نفس الوقت نصحني بأن أشاهد الأفلام الوثائقية لأن لغتها غالباً تبتعد عن اللغة الدارجة ( العامية ) .. أبشرك بأنني تجاوزت المستوى الثالث قبل المدة المقررة ، حيث أوصى أحد المعلمين بأن أنتقل إلى المستوى الرابع ، ترددت قليلاً وإنما المدرس شجعني قائلاً لي بأن جلوسك في هذا المستوى سوف يضرك من ناحيتين ، الأولى إهدار الوقت ، والثانية نزول مستواك في اللغة … ، فتوكلت على الله ووافقت على دخول إختبار وبحمد الله نجحت وأنتقلت إلى المستوى الرابع ، وبهذا سيتبقى لي حوالي ثلاث مستويات في اللغة وهي الرابع ، الخامس ، والسادس والذي غالباً يركز على الجانب الأكاديمي في الكتابة والتفكير الحيادي … فربما أنقطع عنك فترة أخرى قد تطول قليلاً فأعذرني على التقصير في المراسلات ، لأني كما تعرف أخذت عهداً على نفسي بأن أبذل كل الجهد لتحقيق الهدف الذي أتيت من أجله ، وأسأل الله أن يعينني لبلوغ مقصودي .. وإنني أتطلع إلى اللحظة التي أسمع فيها إلتحاقك ببرنامج الإبتعاث .. كم كنت مهملاً أو ربما محدود التفكير عندما كنت في المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية … لم يقصر معي المعلمين وإنما أحياناً يكون الإنسان عدواً لنفسه من حيث لا يعلم … والحمد الله أن وفقني الله فتجاوزت تلك المرحلة بسلام … لك تحياتي وإلى لقاء في رسالة لاحقة …