أحكام الأضحية (2)

أخي القارئ الكريم – وفقك الله لما يقربك من رضاه ..

الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام ، ذكر في جواهر الإكليل شرح مختصر خليل ، أنها إذا تركها أهل بلد قوتلوا عليها لأنها من شعائر الإسلام .. (رسائل فقهية للشيخ إبن عثيمين ص 46 ) ..

حكمها :

إختلف العلماء في حكم الأضحية ، فمنهم من قال أنها سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر ، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها على القادر ، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في رواية ، واختاره شيخ الإسلام إبن تيمية .

قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله : فالقول بالوجوب أظهر من القول بعدم الوجوب ، لكن بشرط القدرة إنتهى من “الشرح الممتع” (7/422) ، قلت : فا لأحوط ألا يدعها القادر عليها والذي أغناه الله تبارك وتعالى وأن يجعلها من أثر نعمة الله عليه ، لحديث : ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) .. صححه الأباني.

وهذه همسة محب أهمس بها في أذن من زهد في الأضحية ولم ينوها : يا عبد الله أراك تنفق ف(المباحات) والمباهاة أكثر مما تنفق في الأضحية ،فلا تزهد فيها .

وقت الذبح :

من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى ومن كان لم يذبح حتى صلينا فليذبح على إسم الله .. وأخرجه مسلم (1960).

وهذه بعض المسائل المهمة في الأضحية نقلتها لك عن العلماء :

1- ما يقال عند ذبح الأضحية : يتلفظ الذابح بقوله: اللهم هذا عني وعن أهل بيتي كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا يستحسن أن تحضر ذبح أضحيتك وتطبق سنة نبيك فتؤجر.

2- إجتماع الأضحية مع العقيقة : إذا إجتمعت الأضحية مع العقيقة فقد إختلف العلماء في إجزاء إحداهما عن الأخرى ، وأجازه الحنابلة ومحمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في زمانه.

3- من كان متزوجاً زوجتين : إن كان الرجل متزوجاً زوجتين أو أكثر فأضحية واحدة تكفي أيضاً كما أجزأت أضحية النبي صلى الله عليه وسلم عن زوجاته جميعاً.

4- إن كان الأولاد متزوجين ففي أضحيتهم تفصيل :

– إن كان الأولاد مع أبيهم في بيته : فتكفي أضحيته .

– إن كان الإبن معزولاً : فيضحي عن نفسه أفضل إن كان قادراً ، فإن رأى أن هذا يؤثر على شعور والده ، فلا بأس أن يكتفي بأضحية والده ، فهم جميعا أهل بيتٍ واحد.

5- أضحية تارك الصلاة : تارك الصلاة لا تحل ذبيحته ولا تؤكل ، وهذا مبني على القول بكفر تارك الصلاة سواء جحوداً لوجوبها باتفاق العلماء ، أو تهاونا على الصحيح من أقوالهم.

6- هل على الحاج أضحية؟ .. الأضحية تجب على غير الحاج ، أما الحاج فقد إختلف أهل العلم فيها ، والراجح أنها لا تجب ، ولم يعرف عن الصحابة الذين حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ضحوا ، ورجَّحه ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ، وجماعة من أهل العلم.

7- أيهما الأفضل أن يذبح أضحية أم يتصدق بثمنها : الأفضل أن يذبح الأضحية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد فصل بعض العلماء بين الأضحية عن الحي فالأفضل أن يذبحها ، وأما الأضحية عن الميت فالأفضل أن يتصدق بثمنها لأن الصدقة عن الميت متفق عليها بين العلماء ، وهذا له وجه قوي.

8- إن كان صاحب البيت شيخاً كبيراً مخرفاً فيضحي عن أهل البيت إبنه الأكبر أو أحدهم ولو كانت من البنات أو الزوجة أو غيرهم.

هذا وصلى الله على نبينا محمد …

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “أحكام الأضحية (2)

سالم الشيخ

كذا اتضح الأمر وزالت الشبه عندنا
فنحن قليلي علم وفقه
جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *