أخي القارئ الكريم – وفقك الله لما يقربك من رضاه ..
الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام ، ذكر في جواهر الإكليل شرح مختصر خليل ، أنها إذا تركها أهل بلد قوتلوا عليها لأنها من شعائر الإسلام .. (رسائل فقهية للشيخ إبن عثيمين ص 46 ) ..
حكمها :
إختلف العلماء في حكم الأضحية ، فمنهم من قال أنها سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر ، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها على القادر ، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في رواية ، واختاره شيخ الإسلام إبن تيمية .
قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله : “ فالقول بالوجوب أظهر من القول بعدم الوجوب ، لكن بشرط القدرة “ إنتهى من “الشرح الممتع” (7/422) ، قلت : فا لأحوط ألا يدعها القادر عليها والذي أغناه الله تبارك وتعالى وأن يجعلها من أثر نعمة الله عليه ، لحديث : ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) .. صححه الأباني.
وهذه همسة محب أهمس بها في أذن من زهد في الأضحية ولم ينوها : “يا عبد الله أراك تنفق ف(المباحات) والمباهاة أكثر مما تنفق في الأضحية ،فلا تزهد فيها“ .
وقت الذبح :
“من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى ومن كان لم يذبح حتى صلينا فليذبح على إسم الله “ .. وأخرجه مسلم (1960).
وهذه بعض المسائل المهمة في الأضحية نقلتها لك عن العلماء :
1- ما يقال عند ذبح الأضحية : يتلفظ الذابح بقوله: “اللهم هذا عني وعن أهل بيتي“ كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا يستحسن أن تحضر ذبح أضحيتك وتطبق سنة نبيك فتؤجر.
2- إجتماع الأضحية مع العقيقة : إذا إجتمعت الأضحية مع العقيقة فقد إختلف العلماء في إجزاء إحداهما عن الأخرى ، وأجازه الحنابلة ومحمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في زمانه.
3- من كان متزوجاً زوجتين : إن كان الرجل متزوجاً زوجتين أو أكثر فأضحية واحدة تكفي أيضاً كما أجزأت أضحية النبي صلى الله عليه وسلم عن زوجاته جميعاً.
4- إن كان الأولاد متزوجين ففي أضحيتهم تفصيل :
– إن كان الأولاد مع أبيهم في بيته : فتكفي أضحيته .
– إن كان الإبن معزولاً : فيضحي عن نفسه أفضل إن كان قادراً ، فإن رأى أن هذا يؤثر على شعور والده ، فلا بأس أن يكتفي بأضحية والده ، فهم جميعا أهل بيتٍ واحد.
5- أضحية تارك الصلاة : تارك الصلاة لا تحل ذبيحته ولا تؤكل ، وهذا مبني على القول بكفر تارك الصلاة سواء جحوداً لوجوبها باتفاق العلماء ، أو تهاونا على الصحيح من أقوالهم.
6- هل على الحاج أضحية؟ .. الأضحية تجب على غير الحاج ، أما الحاج فقد إختلف أهل العلم فيها ، والراجح أنها لا تجب ، ولم يعرف عن الصحابة الذين حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ضحوا ، ورجَّحه ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ، وجماعة من أهل العلم.
7- أيهما الأفضل أن يذبح أضحية أم يتصدق بثمنها : الأفضل أن يذبح الأضحية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد فصل بعض العلماء بين الأضحية عن الحي فالأفضل أن يذبحها ، وأما الأضحية عن الميت فالأفضل أن يتصدق بثمنها لأن الصدقة عن الميت متفق عليها بين العلماء ، وهذا له وجه قوي.
8- إن كان صاحب البيت شيخاً كبيراً مخرفاً فيضحي عن أهل البيت إبنه الأكبر أو أحدهم ولو كانت من البنات أو الزوجة أو غيرهم.
هذا وصلى الله على نبينا محمد …
مقالات سابقة للكاتب