رسائل مبتعث – ١٨

الرسالة الثامنة عشر

الحمد لله رب العالمين ، لقد قطعت شوطاً كبيراً في المستوى الرابع وربما أنهيه قبل المدة المحددة … وبدأت أفكر الآن جدياً في دخول إختبار التوفل هذه المرة وكلي ثقة ويقين بأنني سأبلي فيه بلاءً حسناً … لقد أشتريت كتاب التوفل والذي يأتي معه قرص مدمج (سي دي) ، وكذلك أشتركت في موقع التوفل الرسمي بمبلغ بسيط حيث يُمَكنني ذلك من دخول إختبارات حقيقية فعلاً ، وإنما لابد أن أتوقف قبل السؤال الأخير حتى لا يقفل الإختبار .. وبهذا يكون لدي فرصة لإعادة الإختبارات عدة مرات ، وهي طريقة جميلة جداً … أستطعت أن أتعلم هنا أن الإختبارات ليست تحدي للطالب وإنما تنمية لقدراته وزيادة معلوماته لتمكينه من المادة التي يدرسها بطريقة أفضل … 

في هذا المستوى أصبحت أقوم بكثير من الأشياء التي لم يكن عليها تركيز في المستويات السابقة … لقد زادت كمية الواجبات الكتابية ، وكذلك كمية العروض المرئية في عدة مواضيع متنوعة ، وأحياناً تكون بعيدة كل البعد عن أي شيء تعلمناه في الفصل ، وإنما الهدف منها تمكين الطالب من الكتابة وزيادة المفردات اللغوية وفي نفس الوقت المرونة … فمثلاً طلب مني المدرس في الأسبوع الماضي أن أشترك مع إثنين من الطلبة في أداء عمل ، ويطلق عليه هنا باللغة الإنجليزية ( Project ) أي مشروع .. كنت سابقاً أظن أن المشروع لا بد أن يكون شيئاً كبيراً فإذا به أي عمل يعتبر مشروع لأنه يمر بمراحل المشروع فعلاً .. ساعطيك مثلاً .. طلب منا المدرس أن نشكل مجموعات من ثلاثة أو أربعة للقيام بمشروع عرض مرئي عن مواضيع محددة ، فكان من نصيبي وأثنين من زملائي بأن نكتب عن زيارة إلى معرض فني في المدينة ونلتقط بعض الصور ونكتب عن الفنانين المشاركين والأعمال الفنية المعروضة … ولهذا قسمنا العمل … بأن نذهب سوياً إلى المعرض … بحيث يقوم أحدنا بإلتقاط الصور إن كان ذلك مسموحاً أو نحصل على منشور المعرض فغالباً يكون به بعض المعلومات عن المعروضات والفنانين … ويقوم الشخص الثاني بجمع معلومات عن الفنانين مع الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ويقوم الشخص الثالث بأخذ الصور والمعلومات وتصميم عرض مرئي ( Powerpoint  ) لها .. ثم الإجتماع في المكتبة أو في محل للقهوة مثل ستاربكس ومراجعة العمل وإجراء التعديلات عليه إن لزم ثم كل شخص يختار عدد من الشرائح ليتحدث عنها في الفصل … بحيث نقف ثلاثتنا وكل شخص يتحدث عن جزء …. 

أرأيت كيف إنه فعلاً مشروع … يُعلم أشياء كثيرة ليست فقط لغة إنجليزية ، وإنما يتعلق بتشكيل فريق عمل ، رسم خطة عمل ، توزيع أدوار ومهام ، جمع معلومات من مصادر مختلفة … إلتزام من جميع الأطراف بحيث يقوم كل واحد بدورة .. لأن الدرجة سوف توزع بين الفريق بالتساوي ولهذا يكون كل شخص حريص على القيام بأعلى أداء ممكن … فعلاً إنه مشروع خرجت منه بتعلم أشياء كثيرة … عرفت أن الفن التشكيلي ليست فقط لوحات ومجمسمات إنما يحكي قصص تراثية ، معاناة ، حكم ، توجهات فكرية ،ودينية ، وغيرها … شيء عميق يستخف به البعض … في الحقيقة تعرفت على أحد الفنانين في المعرض يقدم دورات في الرسم بالألوان المائية والزيتية على شكل لقاءات أسبوعية بحيث في كل أسبوع يتعلم الطالب طريقة رسم لوحة ثم يرسمها وياخذها معه … يوفر الفنان المواد والمكان وبرسوم تدفع عن كل أسبوع والهدف منها تعليم الطالب كيف يرسم فإن أراد المواصلة يكون قد كسر الحاجز بينه وبين الألوان … قررت أن ألتحق بدوراته في المستقبل إن شاء الله … على الأقل لأقضي وقت الفراغ في شيء نافع وأتعلم شيئاَ جديداً …. في الرسالة القادمة سوف أحدثك عن رحلتي مع التوفل وكذلك رحلتي في البحث عن جامعات والتقديم عليها … لك تحياتي ، والسلام عليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *