إعلام الأسطوانة الفارغة 

تعتمد المؤسسات التربوية في شتى مجالاتها على مؤسسيها في الركيزة الأولى ، متوّجَة بمادتها التربوية وبما يتصل بها من أفكار المؤسس التربوي ..

يصنف ( الإعلام  ) من أهم المؤسسات التربوية في العصر الحاضر ، الذي كان لزاماً أن يساعد على تثقيف أفراد المجتمع وتنمية ما بداخلهم من مهارات دون المساس بشعور الآخرين تجنباً للتعصّب والعداوة بين أفراد المجتمع ، بل تكمنُ أهميّة ( الإعلام ) في نشر المعلومات الصحيحة مما يساعدُ على تنمية الحسّ الإعلامي لدى طبقات المجتمع في مراحل عُمُرية مختلفة ..

أظهر لنا الإعلامُ جيلاً جميَ الشگل لكنّه مجوّف السطح فارغاً من الداخل ،  بسبب استشمار أمانة الإعلام لأهداف شخصية لمؤسّسي الإعلام ( الإعلاميين ) بعيداً عن الهدف الحقيقي مما نتجَ عنه هذا الجيـل ..

أصبح الإعلام ( الرياضي ) في مجتمعنا عالة على الأبنـاء بدلاً من الحفاظ عليهم ، وأحدُ مسبّبات هذا الفكر العقيـم همُ ( الإعلاميين ) أنفسهم حيث نشروا ذلك العداء بيننا دون أن يدركوا ما يقومون به ، فأصبح الإعلاميّ يترجم إعلامه وبرنامجه حسب هواه المتبع من نفسه أو ممّن يدعمه في الإغواء والفسـاد ، فكان لزاماً على وزير الإعلام أن يضع الشهادات العلميـة ( البكالوريوس ) كحد أدنى للإعلامي ، وفرض العقوبات على نواة التعصب وبرامجها التي تُنْتسب إليها ، فتارة تجد المقدّم الإعلامي لا يملك شهادة علميـة بل لربّما تجده كان فنّانا شعبيّا مثلاً آنذاك وقت الجهل بأهمية الإعلام ، فأصبح في وقتنا الحاضر يعتبر نفسه من الإعلام النزيه الذي يدافع عن الحق وهو في الأساس لم يلتحق بالمجال العلمي للإعلام ..

فالإعلاميّ الحقيقي هو من يصنع استراتيجيات منبره بحيث يكون محايداً في طرح القضايا ومعالجتها بفكر تربوي رياضي بعيداً عن التعصب الأعمى ، دون التقليـل من شأن القضيّة وطرحها على ( حقوق الإنسان أو هيئة الأمم المتّحدة ) بلسان الهمزِ واللمزِ والتهكّم كما يفعله بعض إعلامييّ ( الطبـول ) للتقليل من شخصية الحدث الرياضي تبعاً لأهوائهم مما ينتجُ عنه أجيالاً يمقتُ بعضهم البعض نتيجة هذه العيّنة من الإعلاميّين ..

يمتاز الإعلامي الحقيقي بسداد الرأي والعصف الذهني ويملكُ قوة الشجاعة في الإعتذار حينما يتبيّن له نشـر معلومات غير صحيحة أو استعجل في إصدار رأيه ، فالقانون ( سعيد ) لأنه أَلْجَمَ إعلاميّين بصفعات القضية الرياضية التي انتشرت خلال الأيام الماضية ، فهل ( نسعدُ ) بأولئك الإعلاميين الحقيقين أم نظل عليهم حتى يأتي أمر الله ، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .. 

تجدُ إعلاميا ( كاتباً ) يكتب مادته الإعلامية في وسائل التواصل الإجتماعي أو في صحيفة إلكترونية أو مغرداً بطريقة عشوائية وغير منظّمة ولا متسلسة الأفكار بل تضحگ من أحدهم يهتمّ بعلامات الترقيم مثلاً والمادة العلميـة منكوبة إملائياً وتائهة في الصياغة اللغوية ، ناهيك عن المفردات الفتاكة ، وحينما تسألهُ ألستَ كاتباً محترفاً فيردّ عليك بـ ( حريّة شخصيّة ) وكأنّه يرسلك رسالة بأنّي من ( إعلامي الطّبـول ) .. فكيف نرجو من إعلامنا الرياضي أن يكون نشطاً في تنمية مهارات أفراد مجتمعنا على هذه النوعية المُزَوْبَعٓة من الإعلاميّين ، فضررهم أكثرُ من نفعهم فحان ضربُ الرّقاب ( الأقلام ) ..

< ومضة > ..
عجباً لإعلاميّ الطبـول يدافع بعبارة ( الحريّة الشخصية ) لمحترفٍ رياضيٍ مدخّناً!!!

تعليق واحد على “إعلام الأسطوانة الفارغة 

الأميرة

قلم ينبض بحب الملكي
لاجف حبر قلمك استاذ فيصل
عزفك قوي ومؤثر . لقد أصبحت بعض الحروف تنزف دما
وبعض الأسطوانات بدأت تدحرج وتتكشف مع أول نسمة راقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *