صادقت محكمة الاستئناف في جدة على أحكام بالسجن 6 سنوات، والمنع من السفر 9 سنوات، وفرض غرامة مالية على 4 سعوديين، أدينوا بجلب جاكيت وزنه 2800 غرام بواسطة شحنة بريدية إلى جدة، عبر سيناريو رصدته وتابعته الأجهزة المختصة إلى حين القبض على عصابة الجاكيت، بعد متابعة بوليسية ومحاولات لهروب الجناة، وكشفت الأجهزة الأمنية عن سر الجاكيت المضبوط، إذ تبين أنه محشو بالمخدرات، وجرى تفخيخه بالمواد المخدرة في لندن.
وتضمن الحكم الصادر عن محكمة جدة الجزائية إلغاء الخدمة عن شرائح الجوالات المستخدمة في الجريمة لسوء استخدامها، ومصادرة أجهزة الجوالات المضبوطة، وإيداع قيمتها في حساب مؤسسة النقد.
وتعود التفاصيل بحسب “عكاظ”؛ لاتهام النيابة العامة 4 سعوديين بالتنسيق سويا لاستقبال شحنة عن طريق البريد قادمة من لندن بداخلها مادة الماريجوانا المحظورة، مخبأة بداخل جاكيت جلد، وجرت متابعة الشحنة حتى القبض على الـ4 بعد المتابعة الأمنية، وبتفتيش الجوالات ومحادثات «الواتساب» أظهرت التحقيقات تورط المتهمين في استقبال جاكيت المخدرات بأدوار ومهمات متفاوتة، وجرت أحداث بوليسية خلف مطعم شهير وسط جدة عند القبض على المتهمين، إذ كشفت التحريات تورط المتهم الأول الذي حاول الفرار من رجال الأمن عند القبض عليه متلبسا.
وخلال التحقيقات أفاد أحد المتهمين أن صديقه طلب منه استقبال شحنة بريدية تصله من لندن عبارة عن جاكيت، على أن تصله إلى عنوان البريد الوطني المسجل.
وأقر أحد المتهمين بتعاطيه الحشيش، لكنه أنكر أي دور له في تلقي المخدرات المضبوطة وقال إنه لا يعلم عما تم ضبطه، وأنه كان ذاهبا ليستلم الجاكيت من مكان محدد خلف مطعم، وعزا سبب ذهابه لاستلام الشحنة البريدية إلى أن صاحبها في دبي، وطلب منه أن يكون وصول الشحنة باسمه كون شريكه الآخر فقد هويته، وأحالت النيابة العامة المتهمين إلى المحكمة مطالبة بإيقاع عقوبات رادعة بحقهم، وإيقاع عقوبة القتل تعزيرا على المهرب الأساسي.
تابعت فرقة الضبط في إدارة مكافحة المخدرات في جدة مجريات الواقعة، وجرى استجواب المتهمين ومراجعة البيانات الواردة في محضر الضبط ومحادثات «الواتساب»، واستكملت النيابة العامة تحقيقات الواقعة لفك غموض الطرد البريدي، وأعادت استجواب المتهمين عدة مرات، وخلص التحقيق إلى توجيه الاتهام للمتهم الأول بجلب ما وزنه ٢٨٠٠ غرام من نبات الماريجوانا المحظور بقصد الترويج، وللثاني والثالث تهمة تلقي الكمية ذاتها بقصد الترويج، وللرابع تهمة حيازة سيجارة الحشيش والتعاطي والتستر على بعضهم.
وأثبت التقرير الكيميائي الشرعي إيجابية ما تم ضبطه بداخل الطرد البريدي للمادة الفعالة لنبات الماريجوانا المحظورة المدرجة في نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
وقدمت النيابة العامة 11 دليلا وقرينة للمحكمة الجزائية، وطالبت بإنزال عقوبة القتل على 3 من المتهمين، وإيقاع عقوبة الحبس على الرابع لقاء ما أسند إليهم، فضلا عن مصادرة أجهزة الجوال المضبوطة بحوزتهم.
استمعت المحكمة لجميع الأطراف، وأنكر المتهمون الـ4 أمام المحكمة التهم، وقال أحدهم إن الجوال الذي بحوزته وجرى عليه تنسيق استلام الشحنة من مندوب البريد، مسجل باسم صديق له، كون بطاقته مفقودة ولا يعلم أين فقدها، وقال المتهم الرابع إنه وقع ضحية استغلال من صديقه، في حين أنكر الثاني والثالث ما نسب إليهما.
وبعد إغلاق باب المداولات حكمت المحكمة أولاً برفض طلب جهة الادعاء بقتل المدعى عليهم تعزيرا، وقررت إدانة الأول بما نسب إليه من جلب ما وزنه ٢٨٠٠ غرام من نبات الماريجوانا المحظور بقصد الترويج ومعاقبته على ذلك بسجنه خمس سنوات تبدأ من تاريخ إيقافه على ذمة هذه القضية، وتغريمه 100 ألف ريال، مع منعه من السفر خارج المملكة مدة خمس سنوات تبدأ بعد انتهاء فترة محكوميته، وحكمت بإدانة 2 بجريمة الحيازة وتعاطي الحشيش والمسكرات، وأمرت بحبس كل منهما 6 أشهر، ومنع كل واحد منهما من السفر سنتين، وإيقاع عقوبة الحد الشرعي على الرابع بـ80 جلدة (حد تناول المسكرات)، وتضمن الحكم إلغاء الخدمة عن شرائح الجوالات لسوء استخدامها، وعدم صرفها للمشترك نفسه، وإبلاغ الشركة مصدر الشريحة.