زوار عسفان يتعرفون على الآبار العتيقة ودورها في خدمة المسافر و سقيا الحاج

زار عدد من المؤرخين والمهتمين بالآثار  منطقة عسفان التاريخية ووقفوا على ما تبقى من اطلال سوقها القديم الذي يعود تأريخ نشأته الى تاريخ وبدء رحلات الشتاء والصيف  بين الشام واليمن وناقشوا أدواره التجارية والثقافية والاقتصادية واتفقوا على دوره التجاري الريادي على الطريق بين مكة والمدينة قديماً وحالياً كونه  يمثل سوقاً ومركزاً لتقديم الخدمات للحجاج والمسافرين عبر الطرق من مكة للمدينة ومن جدة لعسفان ومن ثم للمراكز والمحافظات الواقعة حولها ونظراً لموقعه المتوسط عند ملتقى الطرق فقد زاد من حركته التجارية خصوصاً وأن  ما يتم  إيجاده في سوق عسفان يكون في متناول الجميع واليوم يوفر السوق كل متطلبات الحياة ومستلزماتها بجودة ونوعية وتنوع.

‏ومن جانبه ذكر المؤرخ الدكتور عبدالمحسن بن طما الأسلمي أن عسفان بلدة تاريخية تغنى بها الشعراء عبر العصور، وهي واقعة على طريق القوافل المتجهة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وبين بلاد الشام ومصر ، وقد أخذت عسفان اسمها من تعسف السيول بها، وتعد إحدى أشهر محطات ودرك الحاج، ولا يخلو مصدر من المصادر التاريخية الحجازية من ذكر بلدة عسفان، ولاشك بأن كل الحوادث التاريخية التي لها علاقة بسيطرة الدول على الحجاز كان لعسفان نصيبا وافرا من اهتماماتها.

مرور النبي صلى الله عليه وسلم بعسفان:

وأكد د. الأسلمي  مرور النبي صلى الله عليه وسلم بعسفان عدة مرات، فكانت في طريقه حينما كان يذهب لزيارة أخواله  بني النجار في المدينة المنورة برفقة أمه آمنة بنت وهب، ومنها عندما كان يتاجر بمال أم المؤمنين السيدة خديجة، ‏ومر بأسفل عسفان ( البلدة) في هجرته إلى المدينة المنورة، كما اجتازه في عمرة القضاء وصلح الحديبية، كما مر بها ‏ صلى الله عليه وسلم في فتح مكة، وأخيرا مر بها صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ذهابا وإيابا. وقد كان لسراة وزعماء عسفان نصيبا من كتابات النبي صلى الله عليه وسلم ضمن كيانات الطريق.

وأشار بن طما إلى نصرة أهل عسفان للدعوة المحمدية فعندما أشرق نور الإسلام كان لعسفان وأهله شرف المشاركة في نصرة الدعوة ، فقد ذكرت المصادر مروره صلى الله عليه وسلم بأسفل عسفان. ‏ثم أن سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم عبر عسفان لتثبيت أركان الدولة الإسلامية الأولى وقد قام زعماء عسفان وقبائله بأدوار مهمة في رصد أخبار الطريق لتوفير المعلومات وكانوا عيون للنبي صلى الله عليه وسلم في رصد اخبار قريش، ‏فهم لا ‏يخفون عنه شيئا ‏وقد جعلهم صلى الله عليه وسلم مهاجرين ‏في ديارهم، وكتب لهم بذلك كتابًا، كما كانت أدوارهم بارزة في الهجرة وعمرة القضاء وصلح الحديبية وفتح مكة.

‏ عسفان والحج:

وأضاف بقوله أن بلدة عسفان مر بها أنبياء الله واستراحوا وهم في طريقهم الي حج بيت الله الحرام، وهي إحدى محطات القوافل الحاج حيث كانا يستريح فيها قوافل الحاج الشامي والمصري ويتزود ببعض احتياجاته  وبالماء لأن بها عدة آبار عذبة كبئر التفلة وبئر عثمان، كما يتزود ركب الحجيج من قلعة عسفان بما هو مخزون فيها من بعض المواد الغذائية . وكانت القوافل التجارية في رحلة الشتاء والصيف تمر عبر عسفان ذهابا وإيابا.

وأشار الى أن عسفان غنية بالمواقع التاريخية والأثرية والسياحية، ولا تخلو ناحية منها من خبر تاريخي منذ الجاهلية، وتلك الحوادث التاريخية تركت لنا كثير من الأخبار عن المواقع الأثرية التي يزخر بها عسفان ومنها:

  1. طريق الهجرة من مكة إلى المدينة.
  2. غدير الأشطاط الذي ورد في حوادث الهجرة وبيعة العقبة.
  3. كراع الغميم وقد ظل شاهدا على كثير من حوادث القبائل في الجاهلية، وورد خبره في الهجرة وبيعة العقبة وعمرة القضاء.
  4. ثنية غزال ممر طريق القوافل والحج عبر الزمان.
  5. بئر عثمان.
  6. بئر التفلة وقد ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
  7. عين شعثاء.
  8. سجن الشاعر الفرزدق .
  9. الرجيع وخبره ورد في السيرة في خبر دفن الملائكة عاصم بن ثابت.
  10. قلعة عسفان: على حسب المصادر يتضح أنها قلعة عباسية استخدمت لتخزين الحبوب والمواد الغذائية والتجهيزات العسكرية، وقد تعاقبت الدول في الاستفادة منها كمكان حصين يوفر حماية أمنية لطريق القوافل والحج.
  11. الكتابات والنقوش الإسلامية.

 وأبان أنه وفِي العصر السعودي الميمون أصبحت عسفان مركزًا مهما على طريق الحرمين وقد حازت على نصيب وافر من الخدمات التي تلبي احتياجات المواطن والمقيم، كما أنها توفر كثير من الاحتياجات للمراكز والمحافظات والنواحي المجاورة لها، وبسبب توفر المياه اشتهرت عسفان بالزراعة وأرضها تنتج حتى اليوم أفضل أنواع الخضراوات، بالإضافة إلى إنتاج التمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *