مواجهة المشكلات ومحاولة التوصل إلى إيجاد الحلول المناسبة وفي الوقت المناسب يتطلب امتلاك الخبرات ، بالإضافة إلى إجادة مهارات وفنون وراثية ومكتسبة ، فتلك من الأدوات المهمة التي يجب أن يتسلح بها كل أحد .
المشكلات التي تواجهنا و تعترضنا فجأة ؛ ستسهم في لخبطة أوراقنا ، وتتفن في تعطيل أو تأخير خطة سيرنا نحو تحقيق أهدافنا التي تعبنا ونحن نرسمها بمداد صحتنا ونكتبها بأقلام أحلامنا ، في صحائف سيرة ومسيرة حياتنا ، لا شك أنها مختلفة ومتباينة ، و تتدرج في السهولة والصعوبة ، فمنها متعددة الحلول ، ومنها التي لا تقبل القسمة إلا على واحد أي لاتقبل إلا حلا وحيداً فقط ، ونوع ثالث قد يصعب حله من أول محاولة ، بيد أنه غير مستحيل الحل ، بل يحتاج إلى وقت أطول وجهدٍ مضاعف .
وكل مشكلة بغض النظر عن مدى صعوبتها أو سهولتها يمكن التوصل إلى حلها بعد وضع الخطة المناسبة ، سواء طويلة المدى ، أوقصيرة المدى .
هذا الأسلوب في حل المشكلات يشترك فيه معظم الناس ، لكن هناك فئة من البشر وهبهم الله
سَداد الرأي عند المفاجأَة فهم سريعو الفهم والإدراك وتلك الصفة لصيقة بهم دون غيرهم ، فأصحابها يتميّزون بالقدرة على فهم الأمور وتحليلها منذ اللحظة الأولى، فهي مسألة مُرتبطة بالدماغ البشري، وقدرته على الربط السريع بين المعلومات والأفكار والمواقف والأحداث ، وهذا ما يطلق عليه سرعة البديهة .
يذكر أن لصاً دخل على عجوز كانت تسكن مع ابنها محمد ، في شقة مستقلة في نفس المبنى، و ليس بينها وبينه سوى باب على بعد خطوات ، فعندما تفجأت باللص قالت له هناك صندوق في زواية الغرفة فيه مال وذهب خذ منه ما شئت، واخرج ، استغرب من كلامها ، لكن أخذته العزة بالإثم ،فذهب نحو الصندوق ، وأخذ كل مافيه، وقبل أن يغادر قالت له عندي طلب قبل أن تمشي قال آمري يا خاله ، قالت بودي تفسر لي حلماً حلمته البارحة، قال أفسر لك ألف حلم وليس واحداً ، هات حلمك ، قال حلمت أني كنت أمشي على شاطىء البحر ، وفجأة تعثرت وسقطت على الأرض ، ولم استطع النهوض ؛ فناديت يا محمد يا محمد يا محمد….و كررت تلك الجملة بأعلى صوتها ، فلبى ابنها محمد النداء وقبض على اللص وضربه ضربا شديدا مبرحاً ، فشفقت عليه العجوز وقالت اتركه يا محمد ، قال اللص لا لايتركني أستاهل كل ذلك وأكثر ، مالي وتفسير الأحلام ، مالي وتفسير الأحلام ، مالي وتفسير الأحلام.
عمر المصلحي
مقالات سابقة للكاتب