مع دخول فصل الشتاء واقتراب موسم الأمطار يبتدي هاجس الخوف والفزع ينتاب أهالي الخوار وقراها، وتعود بهم الذكريات الأليمة وبالتحديد لعام 1425 هـ عندما إجتاحت السيول المنازل وأهلكت الحرث وجرفت الدور وهجرت السكان وبات البعض منهم في العراء .
مركز الخوار والقرى التابعة له من جديد يعود ويتصدر إحتياجات محافظة خليص ، ولكن هنا وبالتحديد نتحدث عن إغفال إنشاء مصدات درء السيول ، والتي نثرت في جميع المناطق المهددة بالسيول في مراكز المحافظة باستثناء مركز الخوار !!!
الكارثة الكبرى يا بلدية خليص والتي تدمي الفؤاد ، أن الأموال متوفرة ومرصودة والدراسات جاهزة !!! ، ويتم تجاهل قرى مركز الخوار ولا توضع بالحسبان ..!!!
لماذا يابلدية خليص ؟؟
عندما نسمع عن الميزانيات الهائلة المخصصة لبلدية محافظة خليص وقراها ، ولانرى مشروع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار لقرى صغيرة نقف هنا ونتعجب ، مثل قرية محجوبة فهي عنها المشاريع محجوبة وقرية طلاح وغيرها ، وليس من المعقول أن يستمر الخطر قائماً طيلة ( ١٢ ) عاماً حتي وقتنا الحاضر دون معالجة من بلدية خليص ، رغم كل الإمكانيات والميزانيات المرصودة من الدولة لإزالة مثل تلك الأخطار ، وما قد تنتج عنه من كوارث تمس المواطنين .
نتساءل هنا … أين هي إدارة المشاريع والخدمات ؟! ، ماذا قدمت لنا من دراسات مستقبلية عن أخطار السيول ومشاكلها ومن ثم الحلول لها ؟! …
أود أن أذكر من غابت عن أذهانهم مآسي السنين الماضية وما أحدثته تلك السيول في عام ١٤٢٥هـ في قرية الشعبة التابعة لمركز الخوار ، وذلك عندما داهمت السيول الجارفة التي ضربت القرية من الجهة الجنوبية وجرفت المنازل و السيارات حتي الجهة الشمالية ، ولولا العناية الإلهية لكان العديد من الأهالي في عداد الأموات والمفقودين !!
لقد كان ذلك الحدث درس واضح للبلدية لإدراج الخوار في مقدمة إهتماماتها ، ووضعها في قائمة الأولوية حتى لا تتكرر الكارثة مرة أخرى.
من المفارقات العجيبة ما نشاهده في قرى مجاورة لنا ، نُفذت فيها عدد من المشروعات الخاصة بدرء السيول في لمح البصر ، وقرى الخوار مازالت تصرخ ألماً وخوفاً ، هل تنتظرون تكرار الكارثة لنا ؟! …
إنكم تدركون بأن حكومتنا الرشيدة دفعت الملايين كتعويض لأهالي قرية الشعبة بعد حدوث تلك الكارثة ، ولكن الأمانة التي على عاتقكم تتوجب عليكم تنفيذ مثل تلك المشاريع ، خاصة وأنكم تدركون مدى خطورة الموقع الجغرافي لقرى الخوار ، ومدى ما قد تحدثه الأمطار من خطر ثاني وكارثة أكبر ، وستسألون عن هذه الأمانة التي أُؤتمنتوا عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون …
نحن لا نتحدث من فراغ ، ولكن وجب علينا التنبيه حتى لا تتكرر كارثة عام ٢٠٠٩م عندما ضربت السيول مدينة جدة وأودت بحياة ١٢٢ شخص .
وباجتهاد من الأهالي قاموا بعمل المصدات الأسمنتية والحجرية على أطراف منازلنا وممتلكاتنا كحماية لنا بعد الله ، ولم ننتظر البلدية حينها وكنا نأمل في تقدير ذلك ، ولكن للأسف لم يثمن لنا هذا وتم تجاهل قرى مركز الخوار من مشاريع درء السيول .
لقد إفتقدت الخوار لخدماتكم من الأرصفة والحدائق والملاهي والملاعب و الإنارة لقرية محجوبة وطلاح وريما والعاندة والقديمة ، والتي لم نراها طيله (١٢) عاماً …
لماذا لم يتم سفلتة الطرق الداخلية وتخطيطها بالعلامات التحذيرية ووضع علامات السلامة وإزالة الأتربة بعد جريان السيول ؟!
إننا نطالب باستكمال إنارة مدخل الخوار من الشارع العام المتقاطع مع طريق الكامل ، ويجب أن تُخصص سيارة لنقل النفايات من الخوار وقراها مرتين أسبوعياً على الأقل .
عندما نلاحظ الفرق بين بلدية خليص وبلدية عسفان ، تجد أنه وفي أقل من سنتين نهضت عسفان بالإرادة والعزيمة وتحدي الصعاب من مهندس ناجح ومتميز ومتنوع في أعماله ، إلى أن أصبحت عسفان معلم تاريخي وحقيقة واقعية سطرها التاريخ وسجلها في عقولنا وأذهان أبنائنا ، حيث أننا لم نكن نتوقع تحقيق مثل هذه الإنجازات والمشاريع الجبارة في وقت قصير جداً ، والتي يحلم المجتمع الخليصي بمثلها .
نقول لبلدية خليص ما قاله الشاعر إبن القيم : “ إن كنت لاتدري فتلك مصيبة … وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم “ .
ومن هذا المنطلق نأمل نحن مشايخ وأعيان وشباب وأطفال هذه القرى ، أن تصل معاناتنا لكبار المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانة محافظة جده ، ونصرخ بالصوت العالي “قرى المحافظة أمانة في أعناقكم”.
كما نذكر ونشيد بالكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه ، عندما إستقبل كبار المسؤولين والمهتمين بمكافحة الفساد قائلاً : “رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي إذا شفتوا شيئاً يضر بالمواطن أو بأفراد أو بقبيلة أو ببلدة أو بأي شيء كان ، أبوابنا مفتوحة تلفوناتنا مفتوحة ، وآذاننا مفتوحة لكم“.
وهنا نقسم بالله العظيم أن ما تم طرحه والكتابة عنه لقرى الخوار حقيقة ، ونطالب بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق والتحقق مما ذكر سابقاً ، ومن ثم معاقبة كل مقصر ومفسد في حق الوطن ، فهناك إهمال وقصور واضح في الخدمات على مدى سنين ، والصور التي تم إلتقاطها لكم من أرض الواقع أكبر برهان .
سيول قريه الشعبه بمركز الخوار بتاريخ 19/6/1434 هـ