كان الحاحظ حاقدا ناقما علي الصحفيين
واراد ان يؤلف كتابا يسرد فيه سخافاتهم وتفاهة عقولهم وعمى بصيرتهم
و خرج يوما الي السوق للتبضع فوجد احدهم
فاخذ يتحدث معه فوجده من اعلم الناس بالادب و الفقه والتاريخ وباقي العلوم
فتراجع عن تأليف الكتاب احتراما له ولعلمه
واخذ يزاوره ليزداد منه علما
فذات يوم بحث عنه ولم يجده
فسال عنه جيرانه
فقالوا له
ان صديقك في حداد منذ اكثر من شهر
لقد مات له قريبا وحزن عليه حزن عظيما،
فذهب الجاحظ ليقدم له واجب العزاء
فساله عن الميت وما صلة قرابته به
فقال له الجاحط عظم الله اجرك في فقيدكم؟
فقال له بل فقيدتنا ام عمر ؟
فقال له ومن هي ام عمر هل هي زوجتك او ابنتك او احدى قريباتك
فقال له
بل فتاة جميلة لم ارها وانما سمعت بائع الخضار يتغزل بحسنها
ويقول
يا ام عمر جزاك الله مكرمة
ردي اليا فوادي كالذي كانا
الست املح من يمشي على قدم
يا املح الناس كل الناس انسانا
فهي بلا شك اجمل فتاة تسير علي هذه الارض
وقال له الجاحظ وكيف ماتت
قال سمع بائع الخضار نفسه يغني وهو يقود عربته
ذهب الحمار بام عمر
فما عادت ولا عاد الحمار
فعلمت انها ماتت فحزنت عليها وخضب الدمع كفي كما ترى
عندها اعلن الجاحظ حداده وهجر التاليف عن البشر وسافر الي بيروت ليطبع كتابه
(الحيوان) الذي ذكر في كل انواع الحيوانات الزاحفة منها والطائرة والعائمه
إلا حمار ام وليام لم يتلوا لنا منه ذكرا
وترك لنا عناء التعرف عليهم
اختفت تلك الحمير قرونا وها هي الان تخرج لنا بكثافه هذه الايام تعرفهم في كتاباتهم وفي لحن قولهم
انهم معظم صحفيي و مفكري هذا العصر
وبعض من من ينسبون الي الدين انتسابا
قد يخدعك مظهرهم وحديثهم المغلف باكسسوارات الحرية والديموقراطيه والحداثه والعولمه والراأي والرأي الاخر والتقدم ومواكبة العصر
يلوون عنق النصوص ويضعفون صحيحها ويصححون ضعيفها من اجل اهداف وليام
وخططه التي هم اول ضحاياها
تجدهم في التهجم علي الهيئات
تجدهم في الدعوة الى المظاهرات
تجدهم في شبكات التواصل الاجتماعية مؤيدين للتحرر والانسلاخ عن القيم التي تربينا عليها
وما يضر المجتمع حمير وليام ولو كثروا فهم معروفين بتشكلهم حسب سعر الصرف وحسب قوة التيار المحارب للدين
فهم في جيل السيتينيات رفاق اشتراكيين وفي الثمانينيات علمانيين ماديون
وفي الالفين ليبراليين احرار
والان بدأوا يتحولون الي اسلاميين جدد يسمحون للمرأة بالمشاركة في الاولمبياد ولكن بحسب الضوابط الشرعيه
يسمحون لها بالقيادة
ينادون بمساواتها بالرجل
يحذفون من المناهج ما يتعارض مع سياسية وليام
ومع هذا لا يضر مجتمعنا وليام وحمره المستنفرة
بقدر ما يصيب المجتمع في خاصرته انجراف الرعاع خلف احمرة وليام وانخداعهم بما يهرفون من خزعبلات
بلدنا مستهدف وان لم نتكاتف جميعا ونلتف حول قادتنا وعلمائنا ونكون صفا واحد في وجه اعدائنا
فسوف ياتي اليوم نعلن الحداد ونردد
ذهب الحمار بام وليام
فما عادت ولا عاد الحمار
طفش