رسائل مبتعث – ٢٢

بتاريخ اليوم سأكون قد أكملت تسعة أشهر في بلد الإبتعاث ، وإنني بحمد الله حققت الكثير مما أطمح إليه ، فمن ضمن إستعداداتي للحصول على قبول جامعي فإنني فقد أديت إختبار التوفل الأول وأحرزت فيه 65 ، وهي درجة تعتبر جيدة جداً بالنسبة لأي شخص كأول محاولة ، وبفضل الله ثم بالإعداد الجيد الذي مارسته خلال الأسابيع الستة التي سبقت إختبار التوفل حصلت على هذه الدرجة ، ولهذا قررت أن أعيد الكرة مرة أخرى أملاً في الحصول على درجة أعلى ، فواصلت مسيرتي في المراجعة والدراسة لمواد الإختبار بهمة أكبر وإصرار اكثر لستة أسابيع أخرى ثم تقدمت للإختبار للمرة الثانية ، وإنما هذه المرة بثقة أكبر وفهماً أعمق لأنني على يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيخلف تعبي خيراً ، وبحمد الله حصلت على درجة أعلى حيث أحرزت 80 كدرجة نهائية ، ولهذا بدأت خطواتي الأولى في التقديم على الجامعات مع العلم بأنه بقي لي من مدة اللغة ثلاثة أشهر وإنما لأننا في بداية شهر سبتمبر ويبقى على بدء فصل الربيع الدراسي الذي يبدأ في شهر يناير من كل عام حوالي أربعة أشهر وكذاك لأن معظم الجامعات تبدأ في فتح باب القبول لفصل الربيع في هذه الفترة ، فقد بدأت في التقديم على الجامعات في وقت مبكر، وكما نصحني عصام وبعض الطلاب القدامى بأن أقدم على عدة جامعات ، ولهذا وحيث أنني أعرف مسبقاً ما هي رغباتي وتوجهاتي الدارسية والمهنية فقد بدأت أدخل على مواقع الجامعات الموصى بها من قبل الملحقية الثقافية من خلال بوابة سفير ثم أتصفح موقعهم بحثاً عن تخصصي ، وكذلك قراءة مكونات الدراسة في التخصص الذي أريده وعدد الساعات المطلوبة لإكمال البرنامج ، وكذلك متطلبات الإنضمام للجامعة ، فإذا توافقت مع رغباتي بدأت في تعبئة إستمارة طلب الإنضمام وتسمى (Application) وأيضاً إرفاق جميع المستندات المطلوبة ودفع رسوم التقديم حيث أن معظم الجامعات تطلب رسوم تقديم تتراوح فيما بين 30 دولار إلى 80 وربما أكثر … توافق أن منصور أيضاً بدأ التقديم في نفس الوقت فقدمنا كلينا على نفس الجامعات رغبة منا في أن نواصل رحلتنا في الغربة وطلب العلم سوياً ، إن التقديم على الجامعات أحياناً يأخذ أكثر من ساعة للتقديم على جامعة واحدة قد يصل إلى ساعتين فيما بين قراءة مواد التخصص والمتطلبات للإنضمام ثم تحميل الأوراق على موقع الجامعة ، وعادة معظم الجامعات تطلب من طالب الماجستير والدكتوراه أشياء أساسية وهي صورة من شهادة التخرج وحيث أن المعدل في أمريكا من 4 وفي السعودية من 5 فلابد من معادلة الشهادة من موقع معترف به من الجامعة وفي الغالب أكثر الجامعات تقبل معادلة الشهادة من شركة إسمها WESوهذا هو موقعهم (https://www.wes.org)  وهناك شركات أخرى يمكن البحث عنها في محركات البحث بكتابة (Certificate Evaluation) ، وأيضاً تطلب الجامعات خطابات توصية وهي خطابات يكتبها البروفيسروات للطالب ويلزم أيضاً الحصول على 3 إلى 6 توصيات ثم تصويرها وتصديق الصور من الجامعة الذي تخرج منها الطالب والحصول على ظروف مفتوحة وعليها ختم الجامعة هذا بالنسبة لطلبة الماجستير الذين حصلوا على البكالوريوس من السعودية ، أما طلبة البكالوريوس لا يُطلب منهم خطابات توصية إلا من معهد اللغة أحياناً… المهم أننا كنا نقضي ساعات في البحث والتقديم وهي مهمة ذات أهمية عالية بالنسبة للطالب حيث تدخله في جو الجامعة قبل أن يلتحق بها إذ تمكنه من الإطلاع على عدد ساعات التخصص الأساسية والإختيارية ومدة الدراسة وعدد الساعات التي لا بد أن يكملها حتى يحصل على الدرجة العلمية وغيرها من المعلومات ذات الأهمية القصوى ، خلال التقديم كان أغلب حديثنا مع بعضنا ومع الطلاب الآخرين هو عن الجامعات والتقديم ، ولقد نصحنا بعض الطلاب القدامى بأن نبتعد قدر الإمكان عن المكاتب التي تدعي بأنها تضمن قبول للطلاب حتى وإن كان معدله منخفض أو درجته في التوفل أو الأيلتس متدنية وذلك لأن معظم المكاتب وهمية وأحياناً يستنزفون من الطالب مبالغ كبيرة وأحياناً ربما يزورون أوراقاً تسهل قبول الطالب وإنما قد تُكتشف في الجامعة لاحقاً فيكون الضحية الطالب وهو لا يعلم أنه تم التزوير بأسمه ، ولهذا أعطينا لموضوع التقديم للجامعات جل إهتمامنا … فبعد أن قدمنا على خمس جامعات في ولايات مختلفة ، دخلنا في مرحلة الإنتظار والتي غالباً تكون مرحلة عصيبة للطالب وخاصة على ذوي المراحل الجامعية للدراسات العليا .. بعض الجامعات يردون عليك بواسطة مكتب القبول لديهم بمجرد تعبئة الإستمارة ودفع الرسوم ويخبرونك بأنهم سيرسلون ملفك إلى الجهة المعنية أي الكلية التي قدمت عليها أو مدير البرنامج وهم سيتصلون بك ، وذلك ما حصل معنا من كل الجامعات التي قدمنا عليها ، وبحمد الله بعد حوالي أسبوعين بدأت تصلنا رسائل على البريد الإلكتروني يطلبون منا مستندات أكثر ، مثل خطابات توصية من مدرسي اللغة ، وكشف درجات اللغة ، ودرجة التوفل أو الأيلتس وبقية المستندات من صور الأي 20 وصور الجوازات والتأشيرة والشهادة الثانوية وغيرها ، ثم بعد ثلاثة أسابيع أخرى آخر بدأت تصلنا القبولات فكان أول قبول من جامعة في ولاية أخرى ، لم أتحمس له لأنه سيبعدنا عن عصام ، ولهذا آثرنا الإنتظار ريثما يصلنا ردود أخرى ، مر أسبوع آخر فوصلني خطاب قبول ثاني من جامعة أيضاً في ولاية أخرى غير الأولى …. أنتظرت حتى حصل منصور أيضاً على قبول وبحمد الله توافق أن قبولي وقبوله كان في نفس الجامعة … هنا وصلنا إلى بدء رحلة الراحة النفسية العالية … وتوافق ذلك مع نهاية فصل دراسي لمعهد اللغة ولدينا إجازة لمدة عشرة أيام بما فيها نهايتي أسبوع ولهذا قررت مع منصور الذهاب في رحلة سياحية بالسيارة إلى إحدى المدن المجاورة في نفس الولاية وإلى ولاية أخرى وسوف يضطر عصام لإستخدام المواصلات العامة أو سيارات الأجرة للذهاب إلى الجامعة… رحلتنا ستبدأ من عصر آخر يوم دراسي إلى المدينة المجاورة لنبقى بها ثلاثة أيام ، ومنها إلى ولاية أخرى مجاورة لنقضي بها أربعة أيام أخرى ثم نعود قبل بدء الدراسة بيومين لنتجهز لمواصلة آخر فصل دراسي لنا بمعهد اللغة ، فبدأنا في البحث عن طريق مواقع تأجير الفنادق عن فندق يتوافق مع الميزانية المعدة لهذه الرحلة ، والبحث عن الفنادق في النت متعة وتسلية حيث أنك أحياناً تحصل على عروضات رائعة وبأسعار مناسبة ومخفضة وعليك أن تبحث عن طريق عدة مواقع وليس موقع واحد فقط ، فهناك مواقع مثل Orbitz.com و Priceline.com وHotwire.com وغيرها كثير ، وفيها تجد عروض لتأجير السيارات وأحياناً يمكنك وضع السعر الذي تريده بالنسبة لإستئجار السيارات على طريقة مزايدة حيث تبدأ بسعر منخفض ثم تزيد السعر قليلاً  قليلاً حتى تحصل على سعر مناسب ، فبعد الحصول على فندق بدأنا البحث عن أماكن السياحة والترفيه في المدينة التي سوف نزورها … وأيضاً أشترينا تذاكر لدخول مدينة ألعاب ، وكذلك تذاكر لدخول متحف يحكي تاريخ المدينة في الولاية الثانية ، وحيث أن ميزانيتنا كانت محدودة فقد كان بحثنا عن فنادق تقدم وجبة الإفطار مع سعر الغرفة وقررنا أن يكون العشاء أيضاً في الفندق شيئاً خفيفاً نعده بأنفسنا كالسندويتشات أو ما شابهها ، كنا نتمنى لو أن عصام يستطيع الذهاب معنا وإنما منعته دراسته فوعدنا بأن يقتنص أول فرصة إجازة ويسافر إلينا في ولايتنا الجديدة التي سنذهب إليها … في الرسالة القادمة سأكتب لك عن رحلتي مع منصور … إلى اللقاء، والسلام عليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *