مثل ما يسعى الإنسان لغذاء جسدة، وبناء عضلاته، واتباع التعليمات والإرشادات الصحية، المستقاة من متخصصي التغذية، والخبراء والمستشارين الرياضيين؛ لينعم بجسم صحي رياضي سليم ، و مناعة قوية ضد الأمراض ، عليه أيضاً أن يعتني بغذاء عقله ؛ فالعلاقة وثيقة جداً بين غذاء الجسد ، وغذاء العقل ، فالعقل السليم في الجسم السليم.
غذاء الجسم معلوم لدي الجميع ولايخفى على أحد ، لكن هناك عذاء يغفل أو يتغافل عنه بعض الناس ولايلقون له بالاً ، بل يعتذرون عن القيام به بأعذار واهية لا تسمن ولاتغني من جوع، إنه غذاء العقل .
فالقراءة غذاء العقل ، ومقياس فعاليتها، والحكم على جودتها ، وجني ثمارها اليانعة بشغف المثقف الذي ينهل من كل علمٍ بطرف ، يقطف من شتى بساتين المعرفة أزهاراً ذات بهجة ، شَهْدٌ طعمُها ، مسك وورد ريحها .
إنه الفهم القرائي تلك العملية المعقدة التي تعتمد على الإدراك العقلي للمتعلم، وما يمتلكه من قدرات ومهارات، بل هي عملية تفاعل بين القارىء والنص وتنوع استنتاجاته المختلفة.
نعم فهم المقروء منجم زاخر متجدد،يمد القارئ بمعلومات جمة من مختلف العلوم والمعارف، والتعريج به على كل جديد مفيد ، ويضيف له رصيداً هائلاً من المفردات اللغوية التي يستطيع توظفيها في حديثه وكتاباته ؛ فيحسن الحديث، ويبرع في الكتابة ، فيصون اللسان ، ويترفع قلمه عن الخطأ.
ومما أثلج صدري تبني وزارة التعليم لهذا النوع من الأساليب التي ستسهم في علاج ضعف الطلاب في اللغة العربية، و تجويد وتحسين الخط لدى أبنائنا الطلاب والطالبات .
واقترح أن تدخل مادة القصة القصيرة، ومن مؤلفات كتابنا السعوديين ضمن مقررات المراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية؛ بنين وبنات لتدعم مشروع الفهم القرائي ، ولتحل محل النصوص التي يتم توظيفها وقت الحاجة فقط ، كونها تؤدي الغرض تم توأد في مهدها فلا تعرض مرة أخرى في غير هذا الموضع .
عمر المصلحي
مقالات سابقة للكاتب