بين الخطبة …. والطلاق

في ماضي الوقت كانت “الخطبة” أن يأتي والد العريس إلى أبو العروسة وقد يكون معه ابنه أو بعض أقاربه وقد ﻻيكون معه أحد ويطلب يد ابنته ﻻبنه أو لأخيه ، وتتم الخطبة ويحدد موعد الزفاف في حينه ويتم الزفاف دون تكاليف سابقة .

وتسير سفينة الحياة الزوجية بحلوها ومرها إلى ماشاء الله ، وﻻتنتهي إﻻ بموت أحد الزوجين ، ونادراً ماتسمع عن وجود مشاكل بينهم ، ناهيك عن الطلاق أو النشوز ، وإذا حدث فلا تنقطع أواصر المحبة بين اﻷسر ويبقى حبل الوصل والود ممدود بينهم .

“الخطبة” اليوم تسبقها أمور لم تكن معروفة في السابق ، ومنها : 
أولاً :  ذهاب أم العريس إلي أم العروسة لرغبتهم في زواج ابنهم من ابنتهم وتنتنظر أم العريس الرد من أم العروسة ، وربما تطول المدة أو تقصر وإذا تمت الموافقة تأتي الخطوة التالية .

ثانياً :  المسكة وهي : أن تذهب أم العريس وبناتها لرؤية العروسة ومعهم باقة ورد وطقم ذهب ، وتقدم للعروسة عند رؤيتها . 

ثالثاً : النظرة الشرعية وهي : رؤية العريس للعروسة دون خلوة وللحظة بسيطة وقصيرة ، ويتم تحديد النظرة بين اﻷسرتين قبل الملكة ، وهو حق من حقوقه الشرعية ﻷن الشرع الحنيف أمر بذلك . 

رابعاً : الخطبة (الأولى ) : وهي ذهاب والد العريس والعريس وجماعته إلى والد العروسة في منزله ، ويتم تحديد ذلك بين والد العريس ووالد العروسة ، وقد يكون هناك عشاءً للجميع ، وقد تكون في قصر أو إستراحة وغالباً ما يكون العشاء على نفقة والد العروسة . 
خامساً : “الملكة” وفيها يأتي أبو العريس بالمملك ويحضر معه جماعته ، والعريس وهو في أتم زينته ومعهم الذبائح ويعقد النكاح ، ثم تدور اﻷحاديث والسوالف والقهوة والشاي والعصائر والحلويات ، وكل ذلك بعد الانتهاء من مراسم عقد النكاح ، وغالباً مايكون الحفل في قصر أو إستراحة .

سادساً : الخطبة (الثانية) : وهي خاصة بالنساء ،  وفيها تأتي أم العريس بأقاربها ومعها ما يسمى بعربة الملكة وتحمل ما يسمى بالشبكة ، وتقدم لأم العروسة ومعها هدايا لأم العروسة وأخواتها وبعض أقاربها ، وغالباً مايكون ذلك في قصر أو إستراحة ، وفيها يجلس العريس مع عروسته بين أهله وبعض من أهل العروسة دون النسوة الباقين ، وسط زغاريد اﻷسرتين يحدوهم الفرح والسرور .

إلى هنا كل شئ يبدو طبيعياً وجميل ولكن ما يمضي على ذلك شهور أو بضع سنوات حتى نسمع طلاق هنا أو هناك وﻷتفه اﻷسباب ، وينتج عن ذلك : 
-تقاطع اﻷسرتين . 
-الخسارة المادية لكلا الطرفين . 
-تشويه صورة العريس والعروسة في المجتمع وخاصة العروسة . 
-تأخر زواج العريس لفترة طويلة بسبب خسارته اﻷولى .

أخي القارئ … ﻻحظ الفرق الشاسع بين خطبة زمان وخطبة اليوم ، وطلاق اﻷمس وطلاق اليوم ، ألا تود أن تعود عاداتنا الماضية لما فيها من البركة والتراحم والتلاحم؟! 
وماهو سبب هذا اﻹختلاف في الخطوبة ، وماهى أسباب هذا الطلاق مع وجود مقومات الزواج ؟

الجواب كما أظن والله أعلم هو ” جهل الزوجين لسياسة الحياة الزوجية”  وبناء الأسرة المسلمة . 

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “بين الخطبة …. والطلاق

بنت المعبدي

الخلل في نظري هو التقليد الاعمى في اعداد تلك الحفلات ويعقبه ايضا جهل الشاب والفتاه بقدسية هذا الميثاق ثم قلة وعي الوالدين باحتواء الاختلافات وربما تطوره يكون بسببهم للأسف !!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *