في ماضي الوقت كانت “الخطبة” أن يأتي والد العريس إلى أبو العروسة وقد يكون معه ابنه أو بعض أقاربه وقد ﻻيكون معه أحد ويطلب يد ابنته ﻻبنه أو لأخيه ، وتتم الخطبة ويحدد موعد الزفاف في حينه ويتم الزفاف دون تكاليف سابقة .
وتسير سفينة الحياة الزوجية بحلوها ومرها إلى ماشاء الله ، وﻻتنتهي إﻻ بموت أحد الزوجين ، ونادراً ماتسمع عن وجود مشاكل بينهم ، ناهيك عن الطلاق أو النشوز ، وإذا حدث فلا تنقطع أواصر المحبة بين اﻷسر ويبقى حبل الوصل والود ممدود بينهم .
“الخطبة” اليوم تسبقها أمور لم تكن معروفة في السابق ، ومنها :
أولاً : ذهاب أم العريس إلي أم العروسة لرغبتهم في زواج ابنهم من ابنتهم وتنتنظر أم العريس الرد من أم العروسة ، وربما تطول المدة أو تقصر وإذا تمت الموافقة تأتي الخطوة التالية .
ثانياً : المسكة وهي : أن تذهب أم العريس وبناتها لرؤية العروسة ومعهم باقة ورد وطقم ذهب ، وتقدم للعروسة عند رؤيتها .
ثالثاً : النظرة الشرعية وهي : رؤية العريس للعروسة دون خلوة وللحظة بسيطة وقصيرة ، ويتم تحديد النظرة بين اﻷسرتين قبل الملكة ، وهو حق من حقوقه الشرعية ﻷن الشرع الحنيف أمر بذلك .
رابعاً : الخطبة (الأولى ) : وهي ذهاب والد العريس والعريس وجماعته إلى والد العروسة في منزله ، ويتم تحديد ذلك بين والد العريس ووالد العروسة ، وقد يكون هناك عشاءً للجميع ، وقد تكون في قصر أو إستراحة وغالباً ما يكون العشاء على نفقة والد العروسة .
خامساً : “الملكة” وفيها يأتي أبو العريس بالمملك ويحضر معه جماعته ، والعريس وهو في أتم زينته ومعهم الذبائح ويعقد النكاح ، ثم تدور اﻷحاديث والسوالف والقهوة والشاي والعصائر والحلويات ، وكل ذلك بعد الانتهاء من مراسم عقد النكاح ، وغالباً مايكون الحفل في قصر أو إستراحة .
سادساً : الخطبة (الثانية) : وهي خاصة بالنساء ، وفيها تأتي أم العريس بأقاربها ومعها ما يسمى بعربة الملكة وتحمل ما يسمى بالشبكة ، وتقدم لأم العروسة ومعها هدايا لأم العروسة وأخواتها وبعض أقاربها ، وغالباً مايكون ذلك في قصر أو إستراحة ، وفيها يجلس العريس مع عروسته بين أهله وبعض من أهل العروسة دون النسوة الباقين ، وسط زغاريد اﻷسرتين يحدوهم الفرح والسرور .
إلى هنا كل شئ يبدو طبيعياً وجميل ولكن ما يمضي على ذلك شهور أو بضع سنوات حتى نسمع طلاق هنا أو هناك وﻷتفه اﻷسباب ، وينتج عن ذلك :
-تقاطع اﻷسرتين .
-الخسارة المادية لكلا الطرفين .
-تشويه صورة العريس والعروسة في المجتمع وخاصة العروسة .
-تأخر زواج العريس لفترة طويلة بسبب خسارته اﻷولى .
أخي القارئ … ﻻحظ الفرق الشاسع بين خطبة زمان وخطبة اليوم ، وطلاق اﻷمس وطلاق اليوم ، ألا تود أن تعود عاداتنا الماضية لما فيها من البركة والتراحم والتلاحم؟!
وماهو سبب هذا اﻹختلاف في الخطوبة ، وماهى أسباب هذا الطلاق مع وجود مقومات الزواج ؟
الجواب كما أظن والله أعلم هو ” جهل الزوجين لسياسة الحياة الزوجية” وبناء الأسرة المسلمة .
مقالات سابقة للكاتب