اندهشْتُ من حديث ذلك [ المتعلّم ] البالغ من عمره تسع سنـوات في المرحلة الإبتدائية ، وهو يتكلّمُ بلسان الفصاحة وبتفكيره العاطفي بعيـد المدى وببرائة عمره ، حيثُ بدأ حديثه بأنّ مدرسته غير صالحة للتعلّم ، وغير آمنة للجلوس بداخل مبانيها ناهيك عن نظافتها ، ودورات المياه تبعث رائحة كريهة لنا ، [ والفأر ] بنى ( فلّتـه دبلوكس ) بداخلها ، فتأقلم معنا فأصبح يحضر الحصص الدراسية ، وفجأة قتلـه أحد [ المعلّمين ] من أمامنا فتلطّخت الحجرة الدراسية بدمائه وخرجنا مسرعين لبشاعة ذلك المنظر ، وأجزاء جسـمه متفرّقة بداخل الصّف الدراسي ، نظرًا لتقطيع [ الفأر ] لأوراق اختبارات المعلم داخل مكتبه … فأريدُ أن أخرج وأنتقل لمدرسة أخرى .. فهلْ تساعدني ؟..
انتهى حديث ذلك الطفل ( المُثقّـف ) ..!! [ فليعلم المسؤول ] بأنّ المجتمع يتطلّع دومًا لنجاح المؤسسة التربوية ( التعليـم ) على مستوى العالم ، فيحتاج تعليـمنا تكامل البيئة التعليمية بجميع أطرافها ( مسؤوليين _ قـادة تربويين _ مبانـي مدرسيّـة _ نظافة دوريّة _ برامـج تربـوية … ) ..
[ فليعلم المسؤول ] بأنّ المتعلّم يمـيل ( للمكان ) التربوي الذي يجـد فيه راحته ؛ لكسب المعلومات التي ترتقي بمعرفتـه وسلوگه لأعلى سلّم الإمتياز ، فالمدرسـة التعليميـة هي البوابـة التي يعبرُ بداخـلها كلّ شرائح المجتـمع ، فكان لزامًا على مسؤولي التعليـم الإهتمام بهذه المؤسّسة من جميع جوانبها وتحديدًا مبانيـها وما تحويها من القاعات والنظافة الإيمانيّة العلْميّة .. علمًا بأنّ هذه ( المدرسـة ) تقطن في جدّة وبداخلها أكثر منْ [ ٣٥ ] قائد تربوي ، فأيْن دورهم الحقـيقي ..؟ ..
[ فليعلم المسؤول ] بأنّ سـرّ الجمال الإبداعي للمتعلّم يبدأ من المگان الذي يتلقّى فيه يوميًّا سيلًا من المعلومات .. فهلْ [ أماكن ] تعليمنا مجهّزة بالوسائل التعليمية والآلات الإنتاجية لتطور تعليـمنا في عصرنا الحاضر .. أمْ ما زلنا على المباني المستأجـرة علمًا بأنّ ميزانيـة التعليـم إلـى [ infinity ] ..
[ فليعلم المسؤول ] أيًّا كان منصبه [ وزيـر _ مديري التعليم _ مكاتب تعليم _ الإشراف التربوي _ الإدارة المدرسية .. ] بأنّ هذا المتعلّم وغيـره أمانـة من الأمانات التي حُمّلوا بها .. فالحس الجمالي للمتعلّم في هذه المـرحلة المبكرة من التعليم يتأثر إيجابيّا أو سلبياً في مستقبله حسب ما يتعايش بداخلها ، فيمكث بداخلها أكثر من [ ٦ ] ساعات في اليـوم ، فالتكوين الذاتي يبدأ في هذه المرحلة ، فجمال البيئة من المكونات الأساسية لبناء شخصيته ، فافتفار النظافـة وانعدامها في المدرسة التعليمية يندرج تحت عبث [ المسؤوليين ] بأهمـية المكان التعليمي [ الصيانة الدورية ] للبيئة التعليمية ..
[ فليعلم المسؤول ] بأنّ ( النظافة ) تبعـث الراحة النفسيّة للمتعلّم ، والهدوء الروقاني في كسب عمليات التفكير أثناء التعليم التعاوني بين طلابها ، فينعكس على نشاط الأذهان فيسمو تعليمنا للأفضل في بناء الأجيال .. فالنظافة أساس الصّحة للفرد وهي جزء من أجزاء السلوك العام للبيئة التعليمية ، وتمثّل حضارة ذلك المجتمع المدرسي وتقدّم أمّتـه نحو المستقبل المشرق لها ..
أيْن دور مديـر المدرسة في الملاحظة والمتابعة ..؟ أين دور مديـر المدرسة في الصيانة بالتعاون مع إدارة تعليمه..؟ أين دور المدرسة في توعية أبنائها بالمحافظة على بيئتهم المدرسية ..؟ ويبقى التسـاؤل الأهم : أين تذهب ميزانية النظافة ولجنة الصيانة سنويًّا ..؟!!
< ومضـة > ..
النظـافة من الإيمـان ..!!
مقالات سابقة للكاتب