قلب الأب

هذا ما يفعله التحرر اللا واعي وما يطالب فيه أعداء الدين المتسمين بالتنويريين ..

كل من قال أنا شاب ..
خرج عن دائرة المنزل ، و خلع عن نفسه لباس الطاعة ، وخرج يتمطى بكبرياء إلى ساحات الطرق و مغبات التيهان والضياع ، و أتبع نفسه هواها.
فمن يتلقفه حينئذ يجعل في فكره ما يريد من توجيهات تحت مشروع ستكون و ستصبح و ستأخذ و تنال …
فما هي النتائج يا أباء ؟!
أرى تغير حال الأبناء …
إبني مهموم ومشغول …. مع من و لأجل ماذا وماذا يريد .. وماذا يُراد منه و به .. من صاحب ومن غيره علينا ..

فالحل لمعالجة الخلل ، أغلقوا باب البيت على الشاب ، وأغلقوا التقنية الحديثة التي بيديهم ، ولن يكون ذلك بالقوة والعنف أبداً ، بل بالمعايشة والتقرب إليهم والبعد عن الغطرسة ، فأزيلوا الحاجز بينكم ..

تحدث إلى ابنك و ابنتك بكل وضوح ..

عش معهم الحالة التي يعيشونها ثم دلهم على ما يهدء نفسياتهم ، وخذ بأعماقهم و تصور منهم الغلظة أحياناً وسوء الرد اللا واعي  ..
أجب على كل تساؤلاته .. ناقشهم فيما تظن أنه يشغلهم .. أنزل إلى مستوى عقولهم فلن تاخذ شيئاً من الأرض إلا بانحنائك نحوه ، و لن تنعم بظل شجرة إلا بعد أن تسقيها و تراعيها.
فذريتك غرسك الذي تواليه ، وهم من يكونون عضدك في المستقبل ..

هيئ نفسك لأصعب الأسئلة من أبنائك ، وقل لهم فيما لا تعرف لا أعرف و سأسال لك وأجيبك ..

كن رحب الصدر ممدود الوقت .. اليوم تحاوره وهو معافاً و غداً تود لقاءه كي ترشده لما في نفسك وببالك ..

الأمر يزايد في مجتمعنا ..

فجوة البيت تتسع بين الأباء والأبناء ، واختلفت المعرفة والمفاهيم بين الكبار والصغار ، لا تجعله في عالم لا تفهمه ولا تكن في عالم لا يدرك مقاصدك منه ..
الحوار نعم القرار بين فلذات الأكباد وبين الأباء الأخيار .. وأنتم منهم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

اللهم أصلحنا نحن الأباء واهد الأبناء وارزقنا العدل في الولاية .. يا أرحم الراحمين .. 


أخوكم 
عبدالوهاب سليمان المشيقح

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *