القانون لا يحمي المغفلين! .. هذه العبارة التي انتشرت بين الناس وكل شخص يحللها على فكره ، وما يناسب وضعه في هذه الدنيا الفانية ، وبعضهم نسي وتناسا يوم الحساب . فالقانون من وضع البشر فيه العيوب والنقص ولايخلو من الخطــــأ ، لأن فوق كل ذي علم عليم …
فربما واضع القانون يكون ذا علم وتجد مطبق هذا القانون أعلم منه ، و يعرف مداخله ومخارجه ، إلى أن يصل العلم منتهاه عند رب العالمين ، فالقانون وضع لتيسير أمور الناس، ويعتمد على الأمانة في تطبيقه بعد معرفة الهدف منه وتحقيقه .
وحين وضع القانون لضبط القضاء والقضاة ، مُنح القاضي أعلى راتب في الوظائف الحكومية لكي لا يستطيع أحد أن يغريه ويرشيه بالمال ، وكذلك وفرت له الدولة السكن وكل متطلبات الحياة بين يديه دون عناء ، وكذلك مُنع من مزاولة التجارة لكي لا يكون لديه مصالح دنيوية تشغله عن القضاء ويستغل منصبه فيها ، ولكن حين تنظر إلى أولاده و زوجاته وأقاربه تجدهم من التجار الأثرياء ، رغم حداثة أعمارهم وسرعة ثراءهم .
نعم القانون لا يحمي المغفلين!
وحين نجد بعض مبانى المحاكم في رؤوس الجبال أو في بطون الأودية أو في حارة شعبية دون وجود مدخل معلوم أو موقف للسيارات ، تتساءل لماذا هذا الموقع هنا ؟! .. ألا يوجد أنسب منه في المدينة ؟!
نعم القانون لا يحمي المغفلين!
وحين تجد أودية وأراضي زراعية حولتها المحاكم الشرعية من صكوك زراعية إلى صكوك سكنية تجارية للمواطنين لكي يسكنوا في هذه الأودية بعد اعتماد هذا الموقع من البلدية والجهات الحكومية المعنية ؟!
نعم القانون لا يحمي المغفلين! .. ولكن الله ينتقم من الظالمين .