امتازت اليابان بجودة صناعاتها ؛ فالكل يثق بالمنتج الياباني ، بل يتباها بامتلاكه إياه ؛ لجودته ولطول سنوات عمره الافتراضي؛ فتقل كلفة تبديله، وتتلاشى مشقة الذهاب المتكرر إلى الورش لشراء قطع غياره الأصلية واصلاحه ، وما يترتب على ذلك من حفظ للوقت و توفير للمال والجهد .
سُئل إمبراطور اليابان ذات يوم عن أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير، فأجاب: «بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير .
اليابان دولة اقتصادية من الدرجة الأولى، لكنها لم تصل إلى ما وصلت إليه، لمجرد توفر المصانع ورؤوس الأموال ، بل يرجع ذلك إلى اهتمامها بالتعليم وجودته، ورفع قدر ومكانة
المعلم ؛ فموقع المعلم يأتي بعد الإمبراطور مباشرة .
إن للمعلم الياباتي مكانةً اجتماعية مرموقة لدى الأسر اليابانية ؛ إذ يتولى الوالدان غرس هذا الاحترام والتقدير في نفوس الأبناء منذ السنوات الأولى للدراسة ؛ مما يوفر للمعلم سلطة كبيرة تسهل عليه أداء رسالته بجودة ودقة عاليتين ؛ يؤكدها مخرجات تعليم متمكنة تسهم في بناء ورقي وازدهار البلد .
هناك مقوله يابانية تترجم سر نجاح اليابان في كل المجالات دون منازع ، تلك المقولة فحواها ” ابتعد عن المعلم سبعة أقدام حتى لاتدوس على ظله بالخطأ ” .
عمر المصلحي
مقالات سابقة للكاتب