المقيم بين سندان المجتمع ومطرقة الكفيل

من هو المقيم ..

هو ذلك اﻹنسان الذي قدم من بلاده بعقد عمل رسمي سواء كان مسلماً أوغير مسلم ، له حقوق عامة مع كل أحد ويجب أن يأخذ حقه كاملاً ، وأن يعامل معاملة حسنة وأن ﻻيهان وﻻ يذل وﻻ ينقص من قدره وأن ﻻ يلقب بألقاب فيها جرح للشعور واﻹحساس ، وأن يعامل كأنه فرد من أفراد المجتمع الذي قدم للعمل فيه ، وأن ﻻ تهضم حقوقه المادية وأن ﻻيساء له أثناء أدائه للعمل الذي وكل به .

وله حقوق خاصة مع كفيله أومن إستقدمه وهي أن يكرمه وﻻيهينه ويسعى لراحته وأن يوفر له أسباب الراحة ويكفل له حياة كريمة ، وأن ﻻ يكلفه فوق طاقته وأن يوفي بالإتفاق الذي تم بينهما وأن يعطيه أجره مع نهاية كل شهر وﻻيبخس منه شئ ، وأن يمكنه من الإتصال بأهله وأن يعالجه إذا مرض .. ولكن اليوم هل يأخذ المقيم حقه ؟!

الواقع يقول (ﻻ ) ﻻن جُل أفراد المجتمع ﻻيوفيه حقه ، إما أن يحتقره أو يهينه أو يسبه وقد يصل لضربه واﻷدهى واﻷمر أن يعمل لديه فإذا انتهى طرده شر طردة وهدده بالشرطة أو الضرب إن طالبه مرة أخرى ، وإذا ذهب إلى كفيله فلا ينصفه وﻻيقف معه ولربما وبخه .

أما واقع “الكفيل” فأول ما يفعله مع مكفوله نقض الإتفاق الذي بينهم وإبلاغ الجهات المسؤولة بهروبه ، ويطالبه بدفع جميع الرسوم الحكومية ، كما يطالبه بدفع مبلغ شهرياً مع عمل مايخصه دون مقابل ، و يطالبه عند تجديد اﻹقامة بدفع رسوم إضافية غير رسوم التجديد ، وإذا أراد المكفول نقل كفالته إلى شخص آخر يرفض ذلك بتاتاً وإن قبل بعد جهود مضنية من المكفول وبعض معارفه يطلب منه دفع مبلغ وقدره حتى يوافق على نقل الكفالة ، وإذا رفض المكفول ذلك يقوم بعمل خروج نهائي له مع استبعاد .

ما الحل السليم لهذه المشكلة التي إن ذهب المكفول للجهات المختصة وجد بلاغ الهروب قد سبقه ويقع المكفول في ماهو أدهى وأمر ، و هذا حال المكفول من الرجال ، أما حال العاملات (الشغاﻻت) فالحال أشد وأقسى وأعنف وﻻيخفى على أحد حالهن مع كفلائهن أو ربات البيوت ، أو أوﻻد وبنات الكفيل ، إﻻ أن يكون لدى أفراد المجتمع والكفيل إحساس بخطورة مايعملونه مع مكفوليهم ، فكيف لوكان هذا ابنه أو ابنته .. هل يقبل أو يرضى بذلك؟

الجواب …. الله يكون في عون المقيمين مما يعانونه ..

همسة :  “من ﻻيَرحم ﻻيُرحم”

عبدربه المغربي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *