كورونا والباب الموصود

لم يجرؤ على طرقه أو حتى الإقتراب منه أحد قبلك يا كورونا الغريب العجيب

فـ مصطلح الزواج العائلي أو الزواج المختصر أو نظراً للتعليمات والتوجيهات يتم الإكتفاء بالعدد المحدد للمناسبة .. كل هذه المصطلحات والجمل لم تكن فاعلة ولم تكن متداولة أو ذات دلالة في هذا السياق 

بل ولدت ونمت وترعرعت في كنف هذا الفيروس .. فهل تمخض من القيض بردًا ؟؟ أم هل سال من الصخر نهرًا؟؟

لانعلم كيف قادنا هذا البغيض وسلب كبرياءنا
ودفعنا لاقتحام هذا الباب بل إقتلاعه وتركه مُشٌرعا بطيب خواطرنا وقناعة أنفسنا وبركاتٍ من الله ورضواناً
ونسينا أن ورداته كنٌ بالأمس نوما ، ونسينا حِماه الخصيب المحرّما

فطاب لنا ما وجدناه خلفه بل استسغناه وباركناه
وأقمنا له منابر المدائح ، ولمسنا أنه باب يفتح لنا أبوابا عديدة من الخير والبركة والتوفير في مناسباتنا ومقام أفراحنا ويهذب سلوكنا ويجنبنا طاعة العادات وكفر العبادات المتمثلة في أبشع صورة مجتمعية من الترف والسرف والتبذير والبذخ والكبرياء ..

كنا قبلك يا كورونا نعلم أننا نخوض في غمار العادات والأعراف والمذاهب.

وكنا نعلم أننا نسير نحو الطريق المنحدرة ، لكننا نغمض أطراف أبصارنا حتى عن بعض المحرمات والعياذ بالله، وندفنها تحت باب عادتنا الموصود.

وعندما علمنا أنك راحل لا محالة طال بك الزمن أم قصر
وأن شرك أعظم من خيرك وأنك عثت بنا فساداً وشتاتا.

هنا بدأنا نعيد حساباتنا ونحاول أن نخرج من الجفاف بقطرة ماء ، وأن نمسح دموعنا بإبتسامة وأن نزرع في قلوبنا بستانا من الأمل والتفاؤل

لكن تيارًا من العواصف ونهرًا من العواطف يدفعاننا لإغلاق هذا الباب ، وإحكام طمسه رغم إيجابياته ومنافعه ، والعودة إلى ما كان عليه آباؤنا الأولون ..

ذلك لأن مادفعنا إلى فتحه لم يكن وازعا دينيا يراعي القيم وتثبيت القواعد والنصوص الشرعية ، ولم يكن وعيا اجتماعيا يراعي أحوال الناس وإمكاناتهم المادية وظروفهم الحياتية ..

ولم يكن رادعا اقتصاديا يكسر حاجز الكبرياء ويحطم المباهاة والتعالي وأوهام المجد المزعوم

و إنما كان للأسف من صنع عدوٍ خفي فتك بالبشرية جمعا وترك العديد من العبر والدروس ، فهل نعتبر ؟؟

وهل نقف على أبواب التبذير والإسراف وكسر النفوس والتباهي والتعالي ومساوئ العادات ونغلقها ؟

وهل نقف على أبواب الخير كل الخير وأبواب التهذيب كل التهذيب ونفتحها ونعززها ؟

أم أننا نعود لماضينا وعهدنا بكل مافيه ، وكأن طائفا من النعاس طاف بأعيننا وغشانا من الأحلام ما غشانا..

وختاماً تظل الأراء متعددة ، وتظل الأفكار متباينة ، وتظل الخواطر متدفقة ، لكن يظل الإحترام والتقدير قائماً وموحداً .

سعيد عناية الله الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “كورونا والباب الموصود

علي ابو جهيم / ابو خالد

متألق دائماً كعادتك أستاذ/سعيد ولا غرابة وأنت استاذ الكلمة والحرف .
وارجو ان تأذن لي بأن اشكر كرونا الذي أعادنا إلى ماضي عهدنا وضبط إقاع مناسباتنا وهذبها حتى ولو قصراً لكنه ردنا إلى الطريق الصحيح والذي نتمنى أن لا نحيد عنه ثانيةً لانه فيه الخير الكثير لنا ولمجتمعنا .
دمت موفقاً ومتالقاً ابا هشام .

مسعود الصحفي ابو رايد

حقيقة جائحة كورونا.. غيرت كثيراً من عاداتنا المتوارثة والتي لم نستطيع على مدى التاريخ تغييرها ،،
فرُب ضارة نافعة،،

محمد مبارك مبروك البشري

وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون مهما قلنا ومهما قال المبدعون لابد من التوبه من الذنوب والا قلاع عنها.
الله يرفع وباء كرونا عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويجنبنا الأمراض والفتن ماظهر منها ومابطن اللهم آمين

حسن فايز

جميل ماكتبت وعلقت يا ابا هشام
ممبدع كاعادتك دائما ياغالي 🌹🌹🌹

سعيد عناية الله

شكرا. لكل. من مر على المقال … وشكرا خاصا وثناءا. للزملاء. ابو خالد. وابورائد. وابو بدر ….والاخ محمد البشري
لكم اطيب التحية. والتقدير

صحي

جميل الكاتب فى طرحه ولكن اليوم عادت حليمة لعادتها القديمة عشنا اليوم رجوع العادات السيئة وحسب علمي تم إقامة المناسبات فى حفل جماعي وبدون أي تقيد بالإجراءات الوقائية ورجعنا إلى الماضي القريب وبرجوعنا عدنا إلى نمط الإسراف فى كل شي وأولها الإسراف فى صحتنا والضرب بها فى دهاليس الفيروسات ومازال العدو يترقب بنا ويجول فى جميع أنحاء العالم ومنها بيئتنا الصغيرة غران ولكن بعض العوائل تتباهى بانها اقامت أكبر حفل فى تاريخ المنطقة . الحفل المختصر فيه بركه ومرضاة للرب عز وجل .
و ياليت قومي يسمعون

عيسى الصحفي

كورونا احدث لنا سلوكيات حميدة مثل الاختصار في مناسبات الزواج , وإختصارها على الاهل واولاد العم والارحام فقط , وتمنيت انها تستمر على هذا الحال , لكن للاسف رجعنا للعك والعادات القديمة قي التوسع في الدعوات حالما فُتح المجال قليلا.
أنا شخصيا ضدها ليس لما يصاحبها من تبذير وصرف لا معنى له ولكن هذا مثل التوسع في الدعوة يجلب معه الرسميات والحذر والقلق بعكس تلك المصغرة التي يرفع عنها الكلف المصطنع والواحد ياخذ راحته واريحيته لانه بين أهله وناسه .
أتمنى من الجميع أن يراجعوا حساباتهم ويعيدوا النظر في هذي التصرفات

سند

لا فض فوك ولا قطعت أناملك يا أبا هشام ؛
هذا هو نصف الكأس الممتلئ من هذه الأزمة .
وأتمنى من الجميع أن يختصروا في مناسباتهم على الأقارب فقط ؛وعلى صحيفة غراس ممثلة في رئيس تحريرها المتميز دورًا توعويا؛ بعمل استطلاعًا للرأي في هذا الخصوص ؛فهي صوت المجتمع وقلبه النابض .

ابوعبدالله

ليس هناك شرا محض بل في طياته خير
لاتحسبوه شرا لكم بل هوخير

الدكتور/حمد البشري ابو نبيل

شكراً جزيلا لك اخي سعيد على هذا المقال الذي ينبع من ارض الواقع ونرى ان هذه الحسنات لكورونا يجب على العقلاء والمتفهمين جيدا ان يساعدون على زيادة انتشارها ويتركون العادات التي لاتسمن ولاتغني من جوع نحن امة له دين وارث حضاري يفترض تسير في نفس الاتجاه لتطويره والمحافظة عليه
ولانلهث وراء العادات الغير جيدة .
تمسكوا بالدين واتركوا مجاراة الناس الغير مناسبة .

سعيد. عناية الله

سعدت. كثيرا. بتفاعلكم ومروركم. على المقال.
فمحتواه. فعلا. يستحق النقاش. وطرح مزيدا. من الأراء
الفعالة والمؤثرة. فالموضوع. يحتاج. تكاتف جهود الجميع
شكرا للقراء والزملاء. الذين. اعادوا. فتح هذا الملف. و اطيب
تحياتي لهم. رئيس التحرير. صحي. سند. عيسى الصحفي. د. حمد البشري.
دمتم. اوفياء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *