يظل التعليم في كل بلد رافداً أساسيا في نهضته وتطوره وعلو كعبه بين الأقطار الأخرى ، وكم من دولة لا تملك موارد طبيعية ولا ثروات أصبحت حديث العالم بتطورها وتفوقها على غيرها ، وكل ذلك لأنها اهتمت بجوهر التعليم والتركيز على العقول التي تقود مستقبل تلك البلاد ، وخير دليل على ذلك دولة سنغافورة التي لا تكاد ترى بالعين على الخريطة لكنها قارعت الدول العظمى بجودة إنتاج تعليمها .
غير أن التعليم لدينا أصبح يمثل خطراً قادماً وتهديداً لمجتمعنا من حيث لا نعلم ؛ فالتعليم ياسادة يستنزف ثلث الميزانية العامة للدولة من خلال الرواتب الضخمة والمشاريع المنفذة والتجهيزات المساندة وهذا يشكل عبئاً على كاهل خدمات أخرى يحتاجها المواطن كذلك مثل الإسكان والصحة والبنى التحتية المختلفة.
كما أن التعليم ورغم ما صرف عليه وما سيصرف لا تتوافق مخرجاته مع ما يحتاجه سوق العمل ولا زالت الفجوة كبيرة وتتسع بين متطلبات ذلك السوق وبين ما يؤهله التعليم لرفده بالقوى العاملة ، والدليل على ذلك أن العمالة تزداد أعدادها كل سنة !! بل ومن المزعج ما يلاحظ من تنامي البطالة المقنعة التي توظف فقط من أجل الوظيفة وليست من أجل العمل والإسهام والتطوير.
ويمثل التعليم الخطر الأكبر عندما يفت في عضد اللحمة الوطنية وحين يكون التعليم عاجزًا عن حماية أجيال المستقبل من بث المنهج الخفي الذي يمارسه بعض المنتسبين للتعليم ولا تستطيع المنظومة التعليمية تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة والسلوكيات الهدامة.
والمصيبة الكبرى هي أننا نوهم أنفسنا بأننا سائرون في الطريق الصحيح بينما الحقيقة هي أننا لازلنا في موقع متأخر جداً من طابور التعليم العالمي ….. فقط أنظروا لمخرجات التعليم واحكموا.
التعليم في كل دول العالم الواعية هو الحياة بينما لدينا هو الخطر القادم.
مفلح الصاطي
مقالات سابقة للكاتب