التعليم الحضوري وتحديات الوباء!

كنا نعيش في بداية العام الدراسي – أيام العمل – تحديات وأعباء مقلقة ، وقد كانت اللجان تُشكل مبكرة من أجل تجاوزها أو تسهيلها ، فلِجنانٌ تتعلق بالتجهيزات المدرسية وثانية بالمباني وأخرى بالمعلمين ومباشرتهم وبتسجيل الطلاب واستيعابهم وتلافي كثافتهم ، والكتب وإيصالها للمدارس ، وحركة مديري المدارس والميزانيات المالية وعقود نقل الطلاب وتأمين المياه وغيرها .. وفوقها لجنة تدير وتتابع كل تلك اللجان ، منعقدة مستمرة ومبكرا جدا ، تسمى لجنة الاستعداد … ثم يبدأ العام ولم يتم الاستعداد له كما خُطط وكان مؤملا ، وكنت أشخص السبب وأقول أننا لم نلمس الواقع ولم نقف على الميدان عن كثب ، وكأننا نسدد حول المرمي ومن جوانبه ولم نسجل أهدافا كافية . تلك صورة إرشيفية كأن صدى صوتها نشط في أذني وأنا أفكر في وضع ابني الذي لتوه تجاوز الثانية عشرة من عمره ، وقد صرعته ( كورنا ) حتى حسبنا أنه فرطنا إلى الآخرة !
فعافاه الله وأبقاه ، ثم كان علينا أن نذهب به ليتلقى جرعة من اللقاح تحصينا من إصابة مكررة ، وقد فعلنا وماهي إلا ساعة وإذا هو طريح الفراش تكاد الغيبوبة أن تكون لحافه !
ويومان ونحن قلقين من حاله ، تؤلمنا رحمتنا به ، وتحمسنا قسوة مسؤليتنا عنه ، ثم يأتي القرار .. لابد من الجرعتين ! شرطا للدراسة حضوريا ، التي ستبدأ الأحد ، بعد تعليق لها دام أكثر من عام وقدكان قرارا سهلا وتنفيذه أسهل عندما أصدرته الوزارة ، وجاء القرار بالعودة وما أسعدنا به ، لكن من له صلة بالميدان يتصور البداية ومتطلباتها ، والعودة في ظل كورونا واشتراطاتها ، والاحترازات ومستلزماتها .
واطلعت – عرضا – على الدليل الإرشادي المتعلق بالعودة للتعليم الحضوري الذي أعدته الوزارة ، ووجدته – من وجهة نظري – دليلا رائدا في نمذجة الاحترازات وتدوينها ، وربطا بتلك الصورة التي لم تزل حية جذوتها وإن كانت تحت الرماد ، رأيته ليس إلا دليلا تم إعداده بدقة من قبل خبير أدلة ، فهل تستطيع المدارس تنفيذه ؟
وهل لديها الإمكانات اللازمة لذلك ؟ فالتحديات التي كانت تقف شامخة فارضة وجودها هي اليوم مضاعفة .
وأعلم مدى طموح الوزارة وشموخ همة منسوبيها ومديري المدارس والمعلمين وأنهم سيتحملون كثيرا ، وقد أثبتوا ذلك أثناء العام الماضي والتعليم عن بعد ، وسيزيد العبء عليهم الفرق بين واقع الميدان وبين ما شهدت به التقارير .
ومع العودة ودليلها ، تزداد الحاجة إلى دور البيت ومشاركة أكثر فاعلية من أولياء الأمور وتحمل لدور أكبر وأثقل لأن الدراسة منها ماقد يكون عن بعد مع ماهو منهاحضوري في آن واحد لكل واحد من أولادهم !
ومابين الوباء وفتكه ، وتعليم أولادنا حضوريا تحدٍ كبير لابد من تقبلٍ له واستعداد لتجاوزه.
وفق الله مديري المدارس والمعلمين وأعانهم.

أحمد بن مهنا الصحفي

مدير مكتب التعليم بمحافظة خليص سابقًا

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “التعليم الحضوري وتحديات الوباء!

عبدالرحمن .

شكرا لكاتبنا الموقر ..
وددت أنه أمسك بمشرط الجراح دون فرشاة الرسام ! فالميدان التربوي جسد أعياه التعب من كل جانب فالمسكنات ماعادت تفعل شيئا .اشارك الكاتب مشاعره وأعرب عن قلقي ! غدا نودع ابناءنا للدراسة حضوريا وقلوبنا عن بعد ترتجف !!

خالد

مرحباً بالأستاذ أحمد حفظك الله ووفقك
يجذبنا فكرك برقيه ويسعدنا أن نرى أمثالك في المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *