الانتخابات البلدية … لمن تقرع الأجراس؟!

تأتي الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة وقد شهدت العملية الانتخابية تغيراً في تنظيمها وعدد مرشحيها ودخول المرأة لأول مرة حلبة الصراع الانتخابي للمجالس البلدية .

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة على كل ذي بصيرة ، هل تغير فكر المرشح والناخب ؟

دعوني أتحمل عنكم عناء الإجابة ، فأقول إن النظرة للانتخابات البلدية لم تتغير لا من الناخب ولا من المرشح !! ..

الناخب أو الناخبة مواطن فقد ثقته في جدوى الانتخاب ، لماذا ينتخب ؟!

وما المردود الذي سيظفر به إن انتخب ؟!

لماذا يتحمل عناء العملية الانتخابية وهو لا يرجو شيئاً منها ؟!

أما المرشح فهو ذلك المواطن الذي جمع عدته لأمة الانتخاب ، ومضى يشق الصفوف متأبطاً سيف العصبية القبلية ومتوشحاً سلاح القرابة والصداقة والعلاقات الفردية ورص صفوفهم للظفر بأصواتهم ، ولعل له عذر في ذلك فالمردود الجيد يسيل له اللعاب بلا عناء !!

أتساءل أيها الأحبة ما الذي قدمه المجلس البلدي لمحافظة خليص طيلة الدورتين السابقتين؟؟

أريد منجزاً واحداً فقط !!

ثم كيف يتم التنسيق بين مشاريع البلدية ذات البعد الهندسي وبين مجلس بلدي أغلب أعضائه لا يعرفون من الهندسة والتخطيط إلا مثلث الرسم!! ..

كيف نؤمل خيراً من مجلس بلدي وأعضاؤه طيلة المدة الماضية وهم يعزفون على وتر (تكفى) و ( فزعتكم ) و ( كلم جماعتك أبغى أصواتهم ) ؟!! ..

إن الانتخابات البلدية وبهذه الطريق أشهد أنها نجحت في شيء واحد فقط ، ألا وهو تكريس العصبية القبلية والشد المناطقي بين أطياف المجتمع ، في وقت نحن في أشد الحاجة للتلاحم والتآزر والتكاتف ..

قد يقول القارئ هذا ليس بصحيح ، وأقول له ما الذي يجعل شيخاً شارف على التسعين من العمر يتجشم عناء السفر لمئات الكيلومترات ويدخل المركز الانتخابي وهو يهادى بين أبنائه ليسجل اسمه في قيد الناخبين ؟؟!!

لا حل في معضلة الانتخابات البلدية – وحسب رأيي المتواضع – إلا في حال العمل بنظام القائمة الموحدة والتي تقضي على العصبية القبلية وتبعاتها ، ويكون المرشح من القادرين على مشاطرة البلدية الرأي والإنتقاد والمراقبة .

وفق الله الجميع لكل خير ..

مفلح الصاطي

مقالات سابقة للكاتب

9 تعليق على “الانتخابات البلدية … لمن تقرع الأجراس؟!

ديم المطر

شكرًا لك أستاذ مفلح بارك الله فيك وفي قلمك الذي أصاب الهدف بدقه
أضم صوتي إلى صوتك نعم لماذا لا يقنن الترشيح
و يكون محصوراً في من يملكون الخبره الكافيه في المشاريع
حتى يكونوا همزة وصل بين المواطن والبلدية
اما نظام الفزعات فهو أسلوب بدائي لم ولن يثمر أبداً

احترامي وتقديري للجميع

توفيق الشابحي

دائم قلمك رائع أبالمى و يصيب الحقيقة … ولكن ﻷن الحقوق لاتزال لاتؤخذ إلا غلابا فستبقى التحزبات القبلية
وتدور بنا كل أربع أعوام هذه المناظر

سالم الشيخ

كلامك صحيح وقد أفلحت فيه يا مفلح
لكنك تعيش في زمان متقلبة فيه المفاهيم
حتى ان أهل الحق وصوت العقل اصبح غريب وغير واقعي

بسام الصحفي

بارك الله فيك ياستاذ مفلح عرفتك رجلا دؤوبا ومنطقيا صحيح الانتخابات تحتاج الى آلية ايجابية وليست قبلية او محلية لكن لقد رأينا في الدورتين السابقتين بعض المنجزات التي يشاد بها لعلها تكون من ثمرات هذا المجلس البلدي اثناء تلكما الحقبتين .

السؤال الاجدر بالاجابة في نظري ولعله في نظر الاغلبية:
لماذا لايوجد برنامج انتخابي لرئيس البلدية ورؤساء الأقسام ؟ لماذا هذا الركود الرئاسي ؟ولماذا لايكون تشكيل وتجديد من قبل الامانة لهذه المسؤوليات ؟ ولماذا هذه العشوائية في تنفيذ المشاريع
التي لايمضي عل انتهائها شهر او شهرين الا وقد تشاهد بها مالا يسر العين
نسأل الله الصلاح والتوفيق للجميع

أبوسعود

اتفق معك تماماً
الانتخابات البلدية بشكلها الحالي تكرس “العصبية القبلية” با متياز
لا بد من تغيير نظام الانتخابات للخروج من هذا المنعطف النتن
دعوها فإنها منتنة
طبت وطاب قلمك وفكرك

محمد الصحفي

أهلاً أستاذي الكريم
وأنا أتساءل معك نفس التسؤال (أتساءل أيها الأحبة ما الذي قدمه المجلس البلدي لمحافظة خليص طيلة الدورتين السابقتين؟؟
أريد منجزاً واحداً فقط !!)
الجواب : لا يوجد
والسبب لأن المجلس ليس لديه صلاحيات فعلية
هو مجرد بالون كبيررر لكنه فارغ من الداخل
ربما ليلعب به الأطفال ;

خالد المرامحي

قلم مميز يجسد الواقع ويصف الحال بأسلوب هادف
اذا كان الهدف من الترشح خدمة حيي او قريتي ونبتعد عن الهدف الحقيقي وهو تتطور خليص فلن نتقدم وتتكرر تلك المشاريع الفاشلة فخليص وهي كثر مثل الحدائق الخاليه من الزوار او الطرق المسفلتة وهي غير معبده ( مثل طريق الهجره بتجاه غران )

أبو عدي لاحق الصاطي

سلمت أناملك
على كل حرف وصفت به واقع الإنتخابات البلدية في محافظة خليص.

مفلح الصاطي

شكرا لكل من شرفني بالمرور على المقال ، راجيا من الله التوفيق للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *