“جبة”.. مدينة سعودية بلا أقفال ولا أبواب

تعدمدينة «جبة» السعودية إحدى محافظات منطقة حائل وتبلغ مساحتها 12500 كيلو متر مربع ، تقع وسط صحراء النفود الكبير ، تبعد 100 كلم شمال مدينة حائل ، تقع على طريق القوافل القديم، الرابط بين شرق المتوسط وهضبة نجد ، وتعد من أهم المواقع الأثرية من حيث قدم نقوشها، وواحدة من المواقع السعودية المسجلة في قائمة «اليونسكو» منذ 2015 ، تسكنها نحو 20 ألف نسمة ، وتشتهر بالزراعة، لوفرة المياه بها .

وسلبت مدينة «جبة» السعودية الألباب لكونها مدينة بلا أقفال ولا أبواب ليس لأنها لا تخشى الجريمة وحسب، بل هي تتعمد ترك بيوتها بلا أبواب في دعوة مفتوحة لكل زائر، ليدخل تلك البيوت، ويكون ضيفا معززا مكرما فيها.

«جبة»، التي استرعت انتباه العالم حين دخلت قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي في عام 2015، وكانت قد استرعت انتباه الجميع بعدم وجود أبواب لجل بيوتها، ولا حتى باب للفناء الخارجي، وذلك تقليد قديم فيها، يحرص أهلها على إحيائه، تقديرا وتكريما لضيوفهم، مع ما ترفل بهم بلادنا من نعمة الأمن والأمان، حيث يصمم الأهالي أفنية الرجال دون أبواب، لتكون مفتوحة بشكل مباشر على الشارع، لجذب الضيوف ، وعاش فيها الثموديون قبل 6 آلاف سنة. وقد تحولت من غابات استوائية مطيرة، ومن بحيرة، تضم بيئات بحرية مختلفة، إلى متحجرات لفظها التصحر، ومن حياة الصيد إلى رعي الحيوانات المستأنسة إثر تقلبات مناخية قبل 6 آلاف سنة، فسيطرت عليها الأجواء الحارة والجافة، مما تسبب في تغير بيئاتها.

وأوضح الشيخ نواف الغالب، أحد وجهاء مدينة «جبة» وفقاً لصحيفة “الوطن” أن تصميم البيوت فيها يأخذ بالحسبان، وبكثير من العناية والتركيز، منطقة استقبال الضيوف ومجالس الرجال، حيث يبدو الاهتمام بتفاصيلها جليا، وأكثر من أي جزء آخر في البيت، لما للضيف من تقدير واحترام.

وأضاف: «بيوت جبة بلا أبواب منذ القدم، وهذا تقليد قديم تم توارثه جيلا بعد جيل، فمجالس الرجال مفتوحة على الدوام للضيوف، وكل ما يحتاجه الضيف هو دخول المجلس، حيث يحظى بالضيافة الواجبة».

وأكمل «الغالب»: «الضيوف والزوار القادمون إلى جبة يلحظون عدم وجود أبواب على مداخل الرجال، ودائما نذكر أن هذا تقدير لهم».

وتابع: «أهالي جبة مجبولون على الكرم وحب الضيف، فتجد الضيف يمر على منازل الأهالي، ليحظى بواجب التقدير والتكريم، ويكرم كأنه ضيف المدينة بأكملها»، مشيرا إلى أن «الغالب أن عدم وجود الأبواب بمثابة نعمة كبيرة لما نرفل فيه من نعمة الأمن والأمان، في ظل حكومتنا الغالية، وفرضها الأمن، ولولا ذلك لما استطاع أي منا فتح بابه، وأحيانا السفر والغياب لأيام، تاركا باب مجلسه مفتوحا، آمنا مستأمنا على أهله وبيته».

وشدد نواف مطلق العبيكة، وهو من سكان «جبة»، ومنزله مفتوح على الشارع بلا باب على أن «وجود بيوت بلا أبواب تقليد وعادة اعتدناها، وقد فعلها قبلنا أباؤنا وأسلافنا، وأذكر أن والدي كان يعمل في الرياض ويقطن في حي النسيم، ولم يكن لفناء مجلس الرجال في البيت باب، بل كان مفتوحا على الدوام».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *