تعتبر قضايا البيئة كالتغير المناخي والحفاظ على التنوع الحيوي من القضايا العالمية التي أكدت على مواجهتها وإيجاد الحلول للتغلب عليها العديد من الدول والمنظمات الدولية..
و لعل من أبرزها مبادرة سمو سيدي ولي العهد السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ، والعديد من المنظمات العالمية كمنظمة اليونسكو ومنظمة البيئة العالمية ومؤتمر المناخ العالمي حيث أطلقت منظمة اليونسكو برنامج العمل العالمي بشأن التربية من أجل التنمية المستدامة في اليابان في نوفمبر 2015م وسعت اليونسكو من خلال هذا البرنامج إلى تشجيع الدول للاستمرار في البرامج والأنشطة المرتبطة بالتربية من أجل التنمية المستدامة، حيث يتطلب التعليم من أجل التنمية المستدامة تصميم برامج خاصة بالتعليم والتعلم لتحفز المتعلمين على تغيير سلوكهم وتمكنهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال الحلول البيئية وحدها، فنحن بحاجة إلى أن نغيّر طريقة تفكيرنا وعملنا، الأمر الذي يفرض علينا توفير نوعية تعليم مبتكرة وخلاقة من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتعد مبادرة المدارس الخضراء من المبادرات التي تسهم في معالجة قضايا البيئة والاستدامة لدى الطلبة حيث يتمحور عمل المدرسة الخضراء حول قضايا التغير المناخي والحفاظ على التنوع الحيوي وترشيد استخدام المياه والطاقة والتوعية الصحية مما يسهم بذلك في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة كالتعليم الجيد والصحة والرفاة ، والعمل المناخي ، والاستهلاك ، والإنتاج المسئول ، والحياة في البر ، والحياه تحت الماء ، توفير المياه النظيفة ..
ويرتكز التعليم في المدرسة الخضراء على بناء قدرات التربويين والمعلمين بيئيا بشكل أساسي ، مما يسهم في تغيير سلوك الطلبة من خلال إدماج قضايا البيئة والاستدامة في المنهج و المواقف التدريسية بالفصول الدراسية وعمل تحويل نوعي في بيئة التعلم واستخدام طرائق التدريس وأساليب التعلم التي تسمح للطلبة بتطوير عمليات التقصي، والتقييم، والتفكير الموجه نحو العمل البيئي، واستخدام هذه المهارات بعد ذلك في تقييم تأثيرهم الخاص على البيئة التي يعيشون فيها مما يساعد الطلبة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المسائل المتعلقة بالبيئة وبالتالي العمل من خلال المدرسة على حل القضايا والمشكلات التي يعاني منها المجتمع .
مقالات سابقة للكاتب