في معترك الحياة وفي دروبها يشاء الله أن تلتقي بنموذج من الرجال يصعب أن يتكرر مثيلهم بل ويندر مثيلهم ..
قبل سنوات قاد دفة مكتب التعليم بخليص رجل محنك خبير وإداري بارع رسم القيادة التربوية بقلم مميز ، وأطرها بالعمل المنظم ، ومزجها بنتاج سنوات خبرته الطويلة معلماً ومشرفاً ..
إنه أحمد مهنا الصحفي …
أحمد مهنا الصحفي وكما عرفته يمثل جيلاً فريداً في الصبر على العمل وفي العمل ، يمثل مدرسة إدارية محنكة واعية متفهمة بل وقادرة على التغيير ومواجهة تبعاته .
في العمل الإداري التربوي كان أحمد مهنا حليماً في النظام ، متروياً لما يظن أنه يخدم الهدف ، صلباً ، قوياً ، منحازاً لكل ما فيه مصلحة المستفيد الأول ، ألا وهو الطالب.
كان يبث الأمل في نفوس فريقه ، يفاخر بهم ، يسمع منهم ، يناقشهم ، يعرض رأيه ولا يفرضه ، ينصت لآراء فريق العمل ، فلديه الحكمة ضالة المؤمن .
أذكر أنه كان يقول : “أسعد عندما يقوم المشرف التربوي بحل مشكلة ما في الميدان التربوي في مهدها ولم يكتفي بنقلها” .
أما على الصعيد الشخصي فلأبي رائد المكانة الرائدة في النفس والخاصة في القلب ، فهو الأخ الأكبر والمستشار المؤتمن الحكيم ، وهو صاحب الخلق الرفيع والأدب الجم والابتسامة الصادقة ، كنت أهرع إليه في مسائل خاصة فأجد نعم الرأي بصدر رحب وجمال عرض ومشاركة أخوية دافئة .
“أحمد مهنا” وهو يترجل عن صهوة التعليم مديراً لمكتب التعليم بخليص ، فإنه لن يغادر المجتمع التربوي فكراً ورأياً ومشاركة ، وهذا ما أنا مؤمن به .
إن غادرنا “أبو رائد” فإنه ترك فينا خط سيره ومنهجه وسمته واتساع صدره لهموم الميدان التربوي ..
شكرا لك “أبا رائد” على كل ما قدمته وبذلته وتعبت من أجله ..
شكراً من محافظة خليص .. لأنك كنت باراً بها وبطلابها الذين كنت تؤكد دوماً أنهم أبناؤك ..
أما “مفلح الصاطي” ، فلن يجد قلماً يستطيع كتابة شكره لك ، ولا ورقاً يحتمل خط عرفانه إليك ، ولكنه سيخصك بدعوة من القلب أن يبارك الله لك في عمرك وعملك وذريتك وأن يجعلك من المباركين الموفقين لكل خير .
مفلح بن مطلق الصاطي
مقالات سابقة للكاتب