كلا .. لم يترجل الفارس بعد

كنت أسمع عنه .. من بيت فضل وصلاح .. عرفته عن قرب مع تأسيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص عام ١٤٢٩هـ التي شرفت بعضويتها ، وكان نائباً لرئيسها ، عليه سمت أهل العلم والفضل ، يأسرك بحديثه .. إذا تحدث جاءت كلماته بليغة .. راقية .. جميلة كأنها حبات لؤلؤ نظمت على جيد حسناء ..

مسكون بحب العلم والثقافة ، ومتفان في عطائه لمجتمعه ، تجده حاضراً في كل موقف بذلٍ وعطاء .. هو في الصف الأول من مسؤولي المحافظة وأعيانها ..

ولما كان التعليم هو الركيزة الأساسية في تطور الأمم وتقدمها ، قاد مركبته بكل إقتدار ، حتى إرتقى أبناء المحافظة وبناتها منصات التكريم والتميز ، وحصدوا الجوائز على المستوى المحلي والدولي ..

قرأت خبر تقاعده فكان لي مفاجئاً ، إذ لم يكن يتحدث في هذا الأمر ، ربما أنه يشعر أن علاقته بالتعليم ستظل قائمة ، فهو رئيس اللجنة الثقافية بالمحافظة ، والتعليم والثقافة فرسا رهان لتنمية الانسان والمكان ..

في نهاية أمسية ثقافية في الليلة التي سبقت خبر تقاعده ، كنا في حديث بمشاركة الدكتور عبد الحفيظ عبد الله الحميري ، حيث حدثنا عن اللجنة الثقافية بنظرة متفائلة وتطلع وطموح ، وكيف لهذه اللجنة أن تقود التنمية الثقافية في المحافظة وتستقطب المثقفين وتحتوي الشباب وترعى مواهبهم وترتقي بالمشهد الثقافي عامة ، مثنياً ومؤكداً على مقترحات الدكتور عبد الحفيظ ..

استدعيت هذا الموقف وأنا أقرأ خبر تقاعده ، فقلت في نفسي ، كلا .. لم يترجل الفارس بعد .. إنه الأستاذ “أحمد مهنا الصحفي” مدير التعليم بمحافظة خليص ( سابقاً ) .

د. عبد الغني عبد الله الحميري
وكيل كلية المجتمع بجامعة أم القرى

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “كلا .. لم يترجل الفارس بعد

أحمد بن مهنا الصحفي

لم أجد نفسي طيلة عمري في موقف كهذا !
بين بحوحة غبطة وضخامة اعتزاز وشعور بأسف يدفع لعض الشفة بل والأنامل على تقصيرٍ .. كان لكلمة (شكرا) قيمتها تعليقا عليه وإن كانت لاتكفي …لاتكفي .. لكنها في لحظتها متجملة بحيوية الشعور الذي ابتهج بمقال صديق له وزنه باعتبارات كثيرة قد يعذر النفس من النفس ..
فكيف بحالتي الآن بعد مرور هذه الأعوام وأنا أطلع على هذا المقال الغالي بقيمه الكثيرة جدا .. فكاتبه الدكتور المتواضع في رفعة الكبار ، الخلوق في نموذج القدوة ، الصديق في صدق هو طبعه ، المثقف شغفا وسخاء ، الأكاديمي المتميز ، تعرفه الجامعات السعودية وتوقره جامعة أم القرى وتعمل بقراراته فهو أحد أبرز المسؤولين في كلياتها .. وهو صديقي المحبوب أ. د عبدالغني عبدالله الحميري .. دمت وفيا والوفاء لك ، أبعث لك من هنا وافر تقديري في لحظات أسراب من سروري بما قرأته في مقالك هذا ، الذي وإن طال زمن عدم اطلاعي عليه لكنه لم يزل مشرقا ثمينا يزداد جمالا وقيمة .. فشكرا شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *