تأديب وتهذيب الطفل

‏النشأة السليمة تبدأ من الاختيار الجيد لكلا الزوجين بعضهما البعض ثم منذ مايكون الطفل جنيناً في بطن أمه .. كيف ذلك ؟؟

ببساطة عندما تقرأ الأم وردها من القرآن الكريم كل يوم بصوت مسموع وتقرأ عليه وتستودعه الله، فسوف يخرج للدنيا وقول الله في مسامعه وقلبه مطمئن بذكر الله ، وأيضاً على الوالدين القراءة في كتب التربية السليمة من قبل أن يرزقان بالأولاد حتى يكونوا على إطلاع بكل مايستجد من أساليب التربية السليمة ،  وبعدها تأتي المرحلة الثانية من التأديب والتعليم في السن الصغير حيث يكون التوجيه بالحب والإهتمام ،  ولابد من أن يشعر الطفل بذلك الحب ، ولايكون التعليم إلا بالتدريج والتكرار لأن المعلومة لايتم ترسيخها في عقل الطفل الصغير إلا بهذه الوسيلة ، قال الله تعالى( وأمر أهلك بالصلاة وأصطبر عليها ) ..

يقول الطبري في تفسيره للأيه الكريمة ( أمر الأهل بالصلاة والصبر على القيام بها وأدائها بحدودها )، فالصبر على أداء الصلاة والصبر على توجيه الأبناء على المحافظة عليها فيه من الأجر  مالله به عليم ، وهذا ينطبق على كل فعل جميل نود من أبنائنا التحلي به ، وكل ماتريد تعليمه طفلك لابد أن تبدأ به أنت فتتحلى بالخلق حتى يقلدك أبنك ويصبح مثلك فإذا أردت منه أن يشب على التقى والصلاح فلتكن البداية من عندك قيل في الأثر (إذا كان ربُّ البَيتِ بالطَّبلِ ضَارباً فشيمةُ أهلِ البيتِ كُلُّهم الرَّقصُ ) ..

وتأتي المرحلة الثانية في التأديب ، فعندما يكبر الطفل ويصبح يافعاً ، على الأباء مصاحبتهم وتوجيههم لما علموه في صغره لأن مرحلة التعليم أنتهت وهذه مرحلة التوجيه والنصيحة فإن الطفل مثل الشجرة الصغيرة أول ما تزرع في الأرض إذا زرعها المزارع زراعة جيدة وأعتنى بها إعتناء مكثف سوف تكبر معتدلة الساق شامخة وإذا لم يلتفت لها وتركها تنمو كيفما تشاء فسوف تنمو معوجة وملتوية الساق ولايستطيع حينئذٍ تقويمها لأن الساق أشتد وصلب على عوجه .

عزيزتي الأم والأب .. حدد لطفلك خطة مقننة في المجالات الخمس المعروفة وهي اللغة والتواصل الإدراكي والإجتماعي والرعاية الذاتية والحركي ، وخذ هدف من كل مجال ليصبح عندك خمسة أهداف وأتقنها جيداً من هنا يصبح تدريبك متكامل وشامل .

وأياك والقسوة المفرطة أو التدليل الزائد فإنه يحطم شخصية الطفل ، ولاتغفل الأم عن مراحل تطور اللغة لدى طفلها والأداء الحركي وغيره في مراحل العمر لدى طفلها لأنها تعتبر الدليل الإرشادي له وما يصادفه من أمور مزعجة خلال مراحل نموه،  وحتى لايقع في مشاكل صحية أو سلوكية .

وأخيراً وليس آخراً ارقوا أولادكم مااستطعتم وهم نائمون أو مستيقظون وأمسحوا على رؤوسهم وأجسامهم وأنتم تقرؤون الفاتحة والأذكار اليومية وأملؤوا بيوتكم بالبقرة فما قلت البركة والصلاح وكثرت الأمراض ولا هجمت الشياطين على عقول وقلوب أطفالنا إلا بما ضيعنا من هذا الخير ، أعيدوا إلى بيوتكم سكينتها حتى تستمتعوا ببركتها .

 

المستشارة التربوية والمدربة الدولية والكوتشنج التربوي أ. جوهرة السلمي

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “تأديب وتهذيب الطفل

أحمد بن مهنا

هذا طرح بناء وفكر تربوي !
-نعم فالرقي الحقيقي عندما نهتم بذواتنا ، -فنتعلم من ديننا على الأقل – مايجب تعلمه بالضرورة ! ونلم بجوانب حياتية هي لازم من لوازم القيام بأقل المسؤولية تجاه النفس والولد والأسرة والقرابات والمجتمع …
وتزداد الحاجة لذلك في ظل المزاحمات القوية والمغرية والمتطفلة على المجتمع بكل فئاته العمرية المؤثرة سلبيا على التربية والتنشئة .
شكرا أ. المستشارة جوهرة السلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *