أمي والصلاة

جلست أمي تناقش شيخنا وتقول :يا ولدي
ما بال صلاتنا لا ندرك منها حتى الفاتحة
شجرٌ مذر بأفكارنا منذ البداية حتى الخاتمة .قال شيخنا:كيف هذا؟
قالت : أتجه بجسدي أمام قبلتي وحين التكبير يبدأ الرحيل
أذهب لولدي في السفر أغيثه إن استغاث ،وأعود لطفل فطن الحياة الفانية في ثانية وهذا طعامي قد احترق وصرخة دوت تضيف لّي القلق
فأرفع الصوت مع التصفيق علّني استريح فأسمع ضحكات وقول قد خافت أمي وأنا أرمي لهم بالوعيد و التهديد.
وفي ركعتي الثانية لا أدري هل قرأت الفاتحة أم كانت الغاشية؟فهناك زلزال زلزلنا إذ أن جارنا سعيد أحضر الجرار لهدم الجدار .

وعند التشهد الأول يأتي طفلي ويقول أمي أحمليني هيا قومي فأقوم وهو متعلق متدلي يسحب رقبتي للأسفل ويتأرجح ولا أدري أأَنزعه وأبعده أم أبقيه و أحضنه فإذا هممت بالركوع أعتق رقبتي ولحق بالدراجة فأكمل صلاتي و قد أرتج رأسي وتورم عنقي فآخذ تنهيدة سريعة ليعود فكري ليّ فيأتيني الوسواس بأني لم أكبر فأكبر ليقول لي هل نقصت صلاتي أم لا هل أسجد للسهو أم لا ؟ ثم في التشهد الأخير يقول لي:لم تضعِ المال في الصندوق وقد يسرق والمستأجر لم يدفع الإجار و محمد يحتاج لدثار ولابد من زيارة الجار وبعد أن أكمل صلاتي أشعر بخيبة النقص و التقصير فكيف يا ولدي أخشع في صلاتي .
قال: لها عندي العلاج من بيت النبوة مختار ثم قرأ لها :
عن عثمان بن عفان عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ما من امرئٍ مسلمٍ تحضُرُه صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحسِنُ وضوءها وخشوعَها وركوعَها، إلا كانت كفارةً لما قبلَها من الذنوبِ، ما لم تُؤْتَ كبيرةٌ، و ذلك الدَّهرَ كلَّه]
وهناك بعض النقاط عليك اتباعها:
1ـ الإخلاص لله تعالى في السر والعلن . 2ـ استحضار القلب في الصلاة واستشعار عظمة الله وامتثال الوقوف بين يديه وأنه لا يجوز الانشغال عنه لعارض من عوارض الدنيا وأمورها.
3ـ الاطمئنان في القراءة والركوع والسجود والجلوس والذكر والتسبيح والتفكر في معانيه وحكمه.

فاطمة بنت عبدالحميد المغربي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *