أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد المسلمين بتقوى الله قال جل من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
وذكر أن العبد مهما بلغ من عمله فلن يستكمل الإيمان حتى يتوكل على الله ويفوض الأمر إليه ويسلم له ويرضى بقضائه ويصبر على بلائه، ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.
وأوضح أن الإنسان بين أمر تبين رشده فعليه اتباعه وما تبين غيه فعليه اجتنابه وأمر مشتبه فالاستبراء للدين والعرض منه وأمر مختلف فيه، فمردّه إلى الله تعالى عالم الغيب قال جل من قائل: {ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور}، مشيراً إلى أن الرزق لن يدرك بمحض عمله والنجاة بفضل العمل؛ فما هي إلا أسباب يتعرض بها لرحمة الله تعالى، قال جل في علاه: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي: طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ورحم أهل الذلة والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن أطاع ربه وهذب نفسه وحسن خليقته وأصلح سريرته وأبدى خيره وعزل شره وطوبى لمن عمل بعلمه ووسعته السنة ولم يتعدّها إلى البدعة.
وحث “ابن حميد” على عدم استعجال طلب الرزق أو طلبه بمعصية الله؛ فخير الله وفضله لا يُنال إلا بطاعة الله تعالى، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.
وأشار إلى أن القرآن هو خير ما أوتي الإنسان من الرزق الفضل والعطاء.
وركز على أن هذه العاجلة قد شرعت أبوابها ومدت أسبابها وامتدت إليها أعناق أهلها قال تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين}، فخير الناس من جاهدها فكان من السالمين، أو جاهد فيها فكان من الغانمين، أو جاهد بها فكان من المكرَمين، قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.
وحث إمام خطيب المسجد النبوي المسلمين على ألا يسكن حب الدنيا القلوب، فما سكن حب الدنيا قلب عبد إلا التاط منها بثلاث: شغل لا ينفد عناؤه، وفقر لا يدرك غناه، وأمل لا يدرك منتهاه، فالدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان، فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستوفي رزقه.