إمام المسجد النبوي يدعو إلى تذكّر زلزلة الساعة وتفاصيل يوم القيامة

تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن أهوال يوم القيامة والحساب، موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل.

وقال: الدنيا قد آذنت بفراق، وإن اليوم المضمار وغداً السباق، ويوشك الناس أن يظعنوا وينتقلوا من دار التكليف والفناء إلى دار الجزاء والبقاء، فانتقلوا بخير الأعمال، فإن الآبق من أبق إلى النار والسابق من سبق إلى الجنة، وتذكروا يوم المعاد والمآب والحساب، وتذكروا القيامة وأهوالها وأحوالها، والساعة وزلزالها وبلبالها، ولا تلهينكم الدنيا عن اليوم الموعود، ولا تنسينكم اليوم المشهود، وتذكروا زلزلة الساعة يوم ترتجّ الأرض بأهلها رجّاً وترجف بهم رجفاً، وتتزلزل وتهتز وتنصدع وتضطرب بطولها وعرضها، ويميد الناس على ظهرها، وتذهل المراضع وتضع الحوامل ويولي الناس ذاهلين ذاهبين هاربين مدبرين ما لهم من أمر الله من عاصم.

وأضاف “البدير”: إذا انقضى الأجل الذي قدّره الله أنزل مطراً من السماء كأنه الطلّ تنبت به أجساد الخلائق في قبورها كما ينبت الحَبّ في الثرى بالماء، وتجتمع العظام البالية والأوصال المتقطعة والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة لفصل القضاء، فإذا تكاملت الأجساد أمر الله صاحب الصور فينفخ في الصور نفخة البعث والنشور والقيام من الأجداث والقبور فيقوم الأموات أحياءً بعد ما كانوا عظاماً نخرة ورمماً بالية ينظرون إلى أهوال يوم القيامة.

وأردف: وإذا تجلى الحق تبارك وتعالى، للخلائق لفصل القضاء أشرقت الأرض وأضاءت بنور ربها ثم عرضت الأعمال ووضع الكتاب فيه الجليل والحقير والفتيل والقطمير والصغير والكبير لا يترك ذنباً صغيراً ولا كبيراً ولا عملاً وإن صغر إلا أحصاه وتظهر المخبآت والضمائر والسرائر وترى كل أمة وأهل ملة جاثية على ركبها من هول يوم الحساب ويُدني الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها.

واختتم “البدير” بالإشارة إلى أنه توضع الموازين التي يوزن بها مثاقيل الذر من الخير والشر فيثقل ميزان العبد أو يخف ويحكم الملك الحق بين عباده في أعمالهم جميعاً، ويقول الجبار جل جلاله من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا ، فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فيتساقطون في النار الهاوية الفظيعة الحامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *