قتل الطبيعة

إن النفس البشرية ترتاح عندما ترى منظراً حسناً وتميل إليه ، وفي نفس الوقت يدخل عليها البهجة والسرور وتشتريه بغالي اﻷثمان وتحتفظ به ، فما بالك إذا كان هذا المنظر من صنع الخالق سبحانه وتعالى . 

قبل أيام حبانا الله سبحانه وتعالى أياماً ممطرة أدخلت على نفوس أهل المنطقة الفرحة والبهجة والسرور ، وخرج الناس من بيوتهم ليعبروا عن الفرحة برحمة الله التى نزلت عليهم ، وترى اﻷماكن التي نزل بها المطر تعج باﻷسر ..

وكم هو المنظر البهي والصورة الجميلة الرائعة عندما ترى الفرح والبهجة والسرور بادية على اﻷطفال وهم يلعبون في الثرى والغدران الصغيرة المتجمعة من مياه اﻷمطار .. انها فرحة ﻻتوصف وﻻتقدر بثمن ، ناهيك عن الكبار الذين عاشوا الحياة الماضية وكيف كان حالهم إذا نزلت اﻷمطار ويرون ذلك ﻷوﻻدهم وأحفادهم والحمد لله على ذلك. 

بعد نزول المطر بأسبوع بدأت اﻷرض بإخراج زينتها من النباتات بمختلف أشكالها وألوانها ، وزادها جماﻻً تلك الفراشات ذات اﻷلوان الزاهية والجميلة ، وزادها جماﻻً أكثر مطاردة اﻷطفال لها واللعب معها ، وﻻتكاد ترى مكاناً فيه أثر للمطر خالياً من الكشتات ، حتى الطرق السريعة نالت حظها من تلك النباتات والفراشات ، وترى الناس السالكين لها يتمتعون بتلك المناظر الخلابة ، ومنهم من يجلس يتأمل في صنع الله.

ولكن للأسف لم تدم هذه الفرحة طويلاً ، حيث هبت فرق صيانة الطرق بآلياتها ومعداتها لتطمس وتزيل تلك النباتات والزهور وتطرد الفراشات ، وحرمان الناس من الطبيعة الربانية الجميلة المنسقة أروع تنسيق .
فهل ياترى يصح مثل هذا السلوك ؟! .. أما من منقذ ؟ .. وهل يحق ﻷحد أن يقتل الطبيعة؟! ..

 

عبد ربه خليل المغربي

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “قتل الطبيعة

متعب

يعني لا خيرهم ولا كفاية شرهم :)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *