الحمد الله الذي أنعم علينا بالأمن والأمان والصحة والمال ، وأغنانا بالحلال عن الحرام .
من نعم الله علينا نعمة الزواج ، به نسعد وبأسبابه نرزق الذرية وتتكاثر البشرية وتستمر الحياة ، وفي خضم الحفلات والمناسبات ومع ازدحام الإرتباطات نسمع كثيراً من التذمر من كثرة حفلات الزواج ..
منا من يقول فيها إسراف ومنا من يقول مشغلة لأوقاتنا ، وقدمت حلول من هنا أو هناك غير أنه لم يتم التنفيذ ، ونحن نسينا أو تناسينا قيمة الزواج وفضل إجابة دعوته ، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها”.. متفق عليه .
وأنني أكتب إليكم اليوم هذه السطور بعد تجربة لم أمر بها من قبل ولم يكن ببالي ذلك الشعور ، وذلك عندما عايشت تجربة زواج ابني مهند وشعرت بما كنت أغفل عنه من قبل ، فمن اليوم الذي تم فيه توزيع كروت الدعوة كنت في شوق لمن يجب دعوتي ، ولم يكن ببالي سوى إكمال التجهيزات وإسعاد من يحضر ويشرفني بأن يرى ويسمع ما يسره .
وجاءت ليلة الزواج ، ليلة لم يشعر بقيمتها الحقيقية إلا من يقف في استقبال الضيوف ، فلو شعر من يحضر حفلة الزواج بسعادة من يستقبله لما تخلف عن الحضور أحد ، ولم يتردد أحد في إدخال السرور على أخيه المسلم لما له من الأجر الكبير ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه ديناً تقضي له حاجة تنفس له كربة”.. صحيح الجامع (5773).
من منا إذا حضر حفل زواج يسعد بالحضور ، فإجابة الدعوة من حقوق المسلم على أخيه المسلم .. ومن منا إذا وقع في يده كرت دعوة زواج يشعر بالسعادة ويدعو بالبركة والصلاح .. سوف نحسن الظن ونعتقد بأن الكثير يفعل ذلك ولا يستبدله بغيره ..
وهذا لا يعني خلو حفلات الزواج من السلبيات ، ولا لأنني ضد الإختصار ومع التوسع في دعوات الزواج ، فمهما كثرت الإيجابيات لابد من وجود السلبيات ، ومن أكبر هذه السلبيات تأخر موعد العشاء خاصة عند النساء ، ولكن بتكاتف وتعاون الجميع سيصلح الحال وتتلاشى السلبيات ويجتمع الأحبة هنا أو هناك .. وأقصد هنا بالإمبراطورة في غران ، أو هناك بأحد قصور أفراح جدة .. فإن لم نجتمع في حفلات الزواج فأين ومتى وكيف يكون اجتماعنا ؟! ..
هذا ما وجدته في نفسي بعد زواج ابني مهند ، وأحببت أن أشاركه معكم ، وأشكر وأقدر كل من حضر ، وقد قبلت عذر من اعتذر ، واعتذرت عن من لم يعتذر.
أسعدكم الله بسعادة من تحبون ، وأدام علينا نعمة الأمن والإيمان ، وجعلنا إخوة متحابين ، وفي الأفراح مجتمعين .
فهد بن علي الصحفي
مقالات سابقة للكاتب