الطفل من بداية تعلمه الكلام وهو يحاول جاهداً أن يتفاعل مع محيطه الاجتماعي والاندماج فيه ، وهذا شيء بديهي فطرت عليه البشرية ، ولكن هناك فئة غالية علينا جميعاً ألا وهم أطفال التوحد حرموا من تلك النعمة ، فماذا عنهم؟ وما الذي قدمناه لهم؟ ..
هذه الفئة الغالية أصبحت أعدادهم في ازدياد ، وتكمن صعوبة التعامل معهم من حيث أنهم لا يتكلمون ولا يهدأون ولا يتوقفون عن الحركة ، كون من أعراض التوحد فرط الحركة والنشاط الزائد حيث لا يسكنون غالباً إلا أثناء نومهم.
معضلات كثيرة تواجههم ، ولعل من أهمها عند هؤلاء الأطفال عدم قبولهم وانخراطهم في التعليم العام عند بلوغهم السن القانونية ، رغم عدم وجود رياض أطفال خاصة بهم ، وحتى إن وجدت فهي قليلة جداً وبمبالغ خيالية تفوق ميزانية أولياء أمور هؤلاء الأطفال المحدودة ، إنهم فئة من أطفال المجتمع الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ، فهم فاقدون للتفاعل مع محيطهم الاجتماعي ، ويضع أولياء أمورهم أيديهم على قلوبهم وهم ينظرون إلى أطفالهم بخوف وشفقة من مستقبل مجهول ينتظرهم.
لماذا لا يكون هناك رياض أطفال ومعاهد حكومية خاصة بهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً تحتويهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب.
إننا نسمع عن بعض الجمعيات التي تهتم بذلك ، ولكنها في معزل عن الكثير من المحتاجين إليها ، وكأنها هي الأخرى مصابة بالتوحد كحال هؤلاء الأطفال ، من حيث قلتها وعدم الإعلام عنها للجميع .
نوف الحربي
مقالات سابقة للكاتب