لقد تكاثرت النصوص من الكتاب والسنة الدالة على عظم حق الوالدين ووجوب برهما، وحسن عاقبة ومآل البار بهما، ومنها قوله تعالى “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” فقد قرن الله سبحانه وتعالى حق الوالدين بحقه، وأمر بالإحسان إليهما، وتجنب ما يؤذيهم.
وفي السنة ما جاء عن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال : ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله(١).
فبر الوالدين من أحب الطاعات إلى الله عز وجل وهو من أعظم القربات، ومن أعظم السبل للفوز بالجنة والنجاة من النار. وهو أيضاً من أسباب إجابة الدعاء.
وكلا الوالدين لهما حق وفضل ووجوب البر والإحسان وليس الوالدة فقط ولكن حق الوالدة أعظم.
وفقنا الله وإياكم لبر والدينا والإحسان إليهما، وكسب برهما والفوز بالجنة والنجاة من النار إنه سميع مجيب.
(١) رواه البخاري ومسلم