ودعت مكة المكرمة ظهر اليوم الخميس فى موكب مهيب وبحضور علماء البلد الحرام وطلاب العلم والمشائخ .. العالم فضيلة الشيخ العلامة يحي بن عثمان عن عمر يناهز التسعون عاما افناها فى رحاب البيت العتيق تعلمأ وتعليمآ وواعظاً وإماامً حيث سبق ان صلى بالتلس إماماً فى المسجد الحرام ويسمى بشيخ المدرسين فى الحرم المكي الشريف .. وصلى عليه ظهر أمس فى المسجدالحرام ودفن في مقبرة الشهداء بالشرائع ..
و تلقى الشيخ يحي من والده العلم وتضلع من نهله وأرتوى من معينه العذب القراح الزلال ثم درس الشيخ يحيى بدار الأرقم بدار الحديث الخيرية حتى تخرج منها محدثآ وعين مدرسأ بالمسجد الحرام عام ١٣٧٢هجري ثم عين مدرسأ بدار الحديث الخيرية عام ١٣٧٧هجري الى عام ١٣٩٠هجري.
ثم انتقل الى إلى التدريس بمعهد الحرم وقد أم المصلين بالمسجد الحرام لصلاتي الفجر والعشاء لمدة شهرين بتكليفه بالانابة عن شيخه عبدالظاهر ابو السمح لمرضه عام ١٣٨١هجري ..كما كلف لوعظ وإرشاد وافتاء الحجاج بمسجد الخيف بمنى ١٣٨٠ هجري وكذلك بمسجد مزدلفة بعد صلاتي اامغرب والعشاء ليلة النحر.
ويعد رحمه الله من اكبر علماء الأمة قاطبة حيث عرف بالزهد والورع والتقى والسماحة والصمت فلا يعد كلامه الا جوابا وذكرا ويعد ركن من أركان الحرم فلا يفارق كرسيه الا لأداء مناسك الحج أو لرأحته الاسبوعية يوم الخميس أو اجازته السنوية المعتادة وقلبه متعلق بالحرم وكرسبه الذي يعتليه لتدريس والفتية ومن القصص التي تدل على تعلقه بالحرم وكرسبه وطلابه فقد اصيب الشيخ بجلطة رقد على اثره بالمستشفى أيام ومنعه الأطباء من التدرس لما فيه من الجهد فبعد خروجه من المستشفى بأيام قلائل أستأنف درسه بالمسجد الحرام الذي يجد أنسه وراحته وطبه وطمانينته برحابه وجاهد الشيخ نفسه حق جهاده في تحصبل وتأصيل العلم وبذله والإنفاق منه بمنهج السلف الصالح وفق سماحة الإسلام بمنهج صحيح واضح كشمس الضحى فى رابعة النهار وكرس حياته بالتدريس والمدارسة وكان بقرأ بنفسه في درسه ويشرح ويرجح وكان هذا منهجه بتدريسه وتعد حلقته من اكبر حلقات الذكر بالمسجد الحرام وطلابه من كل الأجناس وكان لهم اخآ وابآ ناصح لهم .