العقل الخائف لا يفكر

دائما أتذكر القاعدة الذهبية التي تقول: ( العقل الخائف لايفكر) ودوما أرددها أمام من أشعر أنها تتعامل مع ابنائها او طالباتها بقسوة..
فكم من طالبة وطالب احبطوا بسبب قسوة معلم او معلمة..
تقول احدى المعلمات القديرات جداً.
اذكر قصصا يندي لها الجبين ولااحب ان اسرد كل مامر على ذاكرتي لكنه كثير..
عندما كنت طالبة في المرحلة الابتدائية كنت أرى بأم عيني معلمة ( سامحها الله وغفر لها حيث تكون) تمسك برأس الطالبة التي لم تقم بصنع الواجب وتضربه بشدة على (السبورة) عدة مرات…
مما ادخل الرعب والفزع في قلبي انذاك فانا طفلة ولم يسبق لاحد ان عاملني بقسوة وكنت احلم دائما بهذا المنظر القاسي..ولازلت اتذكر هذا الموقف لكن المؤلم ان الطالبة وبعد ان تخرجت من الصف السادس خرجت من المدرسة والدموع تملأ عينها فلم ترى الطريق( فدهستها سيارة وماتت( رحمهك الله ) ياصديقتي الصغيرة كنت العب معك في كل مكان ولازلت اتذكر ضحكاتك البرئية…

وحين كبرت اخذت على عاتقي ان اكون نموذج آخر( نموذج غير موجود) أو تعثر وجوده…حاولت بكل جهدي أن أزرع. ابتسامة…ثقة….تفاؤل…أمل….فرح….نجاح…اقبال….تميز….دافعية…تحفيز…
فاجأتني إحدى المعلمات وانا احمل بعض الهدايا والألعاب ونظرت إلي نظرة سخرية(تملؤها التحطيم الظاهري: ( تصرفاتك هذي هي اللتي تفسد علينا البنات؟؟

كلمات قاتلة:
ياجماعة ليس كل معلمة معلمة…وليس كل معلم معلم…والله ان انباءنا وبناتنا ان لم يكونوا بايدي أمينة…فقل على الدنيا السلام..
معلمة تتهم طالبة بأنها من اصل حيواني( لأنها لا تفهم الدرس)
واخرى تقول( اذا نجحتي بوزع على أهل المدينة كل ثروتي)
وماخفي كان أعظم…
والضحية من طالباتنا وبناتنا الضعيفات اللاتي لاحول لهن ولاقوة…
تحية لكل معلم …وتحية لكل معلمة ياخذ على عاتقه ايصال الرسالة ..وحمل الأمانة…
نعم للحب…والتربية…لا والف لا للقمع والتخويف…
لانريد ضحايا …أرجوكم….فذاكرتي تعج بالمواقف الدامية….فيكفي …الى هنا يكفي…
وزارة التربية والتعليم ….نرجو وضع انظمة صارمة للالفاظ ..فقد حرم المعلم من استخدام العقوبة بالضرب فاصبح يستخدم لسانه الأقوى فتكا…

وهذه قصة اعجبتني كثيرا:
تقول إحدى معلمات الفنية فيْ يوم من الأيام طلبت من إحدى الصفوف الإبتدائية ان يرسموا :منظر الربيع فجاءت تلميذة ۈ قد رسمت مصحف فَتعجبت من رسمتها فَقلت. ارسمي الربيع ۈ ليس مصحف الا تفهمين !! وگانت إجابتها البريئة گصفعة على ۈ جهي ..قالت :القرآن: ربيع قلبي .هگذا علمتني أمي ..أيَ تربيه تلك رفقا بالبنات…ورفقا بالبنين…

المستشارة الأسرية هدى الاحمدي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “العقل الخائف لا يفكر

أبوعابد

مقال رائع وفي الصميم
نعم ليس كل معلم معلم ولا كل معلمة معلمة
التعليم رسالة سامية لن يحظى بشرفها إلا من كان أهلاً لها
بورك فيك وكثر الله من أمثالك

حكيمة الجمعام

عندما يمتزج الحب بالتعلم والاحترام والتحفيز الإيجابي يكون أكثر قوة ،، غلظة المعاملة والقسوة التي تنفّر الطلاب من المعلم/ة إنما هي خطوة كراهية للمعلم
املؤ قاوبكم رحمة وعطاء،، شكرًا لكِ أ. هدى الاحمدي

د.صلاح محمد الشيخ

شكرا أ.هدى
على هذا المقال ، وهذه المشاعر التي جسدت ، بعض المواقف السلبية ، التي مرت في حياة طلابنا وطالباتنا العلمية والتربوية ، وهي غير تربوية ، ولا تراعي الحالات النفسية
ولعلنا نلتمس العذر لتلك المواقف
أولاً: قد يكون الإعداد والتأهيل التربوي غير كافي للتعامل الأمثل في ذلك الوقت
ثانياً: لعل الأسلوب القاسي ما كان مقصوداً ، كعداوة ، واحتقارا ، ولو كان ظاهره يوحي لذلك ، إنما هو حرص في غير محلّه .
ثالثاً: الأسلوب السائد في تلك الحقبة ، فيه شئ كبير من الغلظة والقسوة ، في التربية والتعليم في المدرسة والمنزل
رابعاً : هناك نماذج مشرقة من معلمين ومعلمات أفاضل ، مثلوا في أساليبهم أروع الأمثلة ، من الحب والاحترام للطالب والطالبة (تعليماً ، وتربية، وتعزيراً ، ومساندة ) مما ترسخت في الذاكرة منذ زمن طويل
خامساً : لا ننسى فضل أولئك المعلمين والمعلمات ، في الجوانب الايجابية ، وإن حصلت مواقف غير مرضية ، فلعلها تذوب في بحر المواقف الايجابية ، ولا نذكرهم الا بالخير وندعوا لمن مات منهم بالرحمة ، ومن هو على قيد الحياة ببركة العمر ، والختام الحسن
أكرر شكري للمستشارة / هدى
على طرح هذه القضية ، ولفت الانتباه للأسلوب الأمثل في التربية والتعامل مع الطلاب والطالبات

غير معروف

وفقك الله وسدد رائيك وخطاك
نعم اننا بحاجة الى معلم ومعلمة هم قبل ان يصبحوا معلموا الاجيال ان يكونوا مربوا الاجيال والافكار ومعاطف الحب والحنان ع اكتاف ابنائنا وبناتنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *