احتضنت خليص مساء أمس الخميس ١١ زبيع الثاني علماً من أعلام الدعوة فضيلة الشيخ الدكتور عايض القرني في محاضرة بعنوان “الله الصمد” بجامع القطان من صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء ، أزدانت المحاضرة بأسلوب الشيخ الذي لم يخلو من الدعابة في النصح ، و بعباراته ذات الرونق السهل الممتنع ، و بتشويق القصص وتدبر الآيات القرآنية وروح السنة النبوية .
بدأ الشيخ “القرني” محاضرته بعد الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، بقوله: “تحية خاصة وحب خالص لأهل خليص ، ومحافظة خليص لي بها حب ممتد من أكثر من خمس وعشرين سنة ، حيث شرفني الله بأن زرت أهلها وكلما قرأت قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : ( سيروا هذا جمدان سبق المفردون الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) تذكرتكم يا أهل خليص ، لأنه في بلدكم الجبل الذي مر به الحبيب علية الصلاة والسلام “ ..
وماحب الديار شغفنا قلبي **** ولكن حب من سكن الديارُ
وأردف قائلاً : “جزى الله خيراً من كان سبب في أن ألتقي بكم هذه الليلة وأعلن أني أحبكم في الله وأسال الله أن ألتقي بكم في الفردوس الأعلى“ ، كما وجه الشيخ “القرني” شكره الجزيل لأخيه الفاضل الشيخ عبد الواحد المغربي في أبيات شعرية قال فيها :
عبد الواحد المحبوب شكراً ***** ودادكَ حامل لغة الودادي
جزا الله المسير أليك خيراً ***** وأن ترك المطاي كالمزادي
فلما جئت أعلى محلي ***** وأجلسني على السبع الشدادي
عقب ذلك تناول الشيخ “القرني” باب التوحيد وإفراد الله بالعبادة ( الفرد الصمد وإخلاص العمل لله وحدة بالتسبيح والتحميد والاستغفار والتوبة والتوكل ، والإكثار من قول حسبنا الله ونعم الوكيل التي أوصى بها الحضور عند حصول الكرب والمصائب والتسبيح والتهليل ، كما حث الدعاة من أهل العلم الديني والخطباء بالتركيز على التوحيد وترك علوم الدنيا لأهلها ، والعودة الى الله في حال الخوف والمصائب وهي من الصمود ، ومنها قول العبد عند المصائب ( إنا لله وإنا إليه راجعون) .
وأوصى الحضور بترك الغيبة والنميمة ، كما دعاء إلى العلاج بالقرآن وقراءة الفاتحة في الماء سبع مرات بنية خالصة فإنها شفاء بإذن الله مع الأخذ بالأسباب والدعاء لأن الشافي هو الله سبحانة وتعالى .
وقبل الختام لخص الشيخ “القرني” المحاضرة في سبع نقاط :
١- المحافظة على الورد اليومي
٢- قول حسبنا الله ونعم الوكيل عند المصائب
٣- كثرة الاستغفار وقول لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
٤- كلمة الفرج “بإذن الله” و “إن شاء الله”
٥- إن الصمد هو الله
٦- الاكثار من الدعاء والسجود لله
٧- التمسك بالتوحيد
و ختم الشيخ “القرني” محاضرته بالدعاء للحضور ، وجنود الوطن المرابطين على الحدود ، و ولاة أمرنا حفظهم الله ، وقال لكم مني ثلاث:
الأولى : إننّي سوف أدعو لكم في ظهر الغيب فلا تنسوني من دعائكم في ظهر الغيب
الثاني : إني أجد لكم حباً في الله عسى الله أن ينفعنا به وأنتم تشاركونِ فيه
الثالث : إني سوف أتعاون مع أخواني الشيخ عبد الواحد وإخوانه متى مالقينا وقت لكي نجدد الزيارة
وتوجه في حديثه بدعابة مع الحضور ، حيث قال لهم : “قالوا لي الإخوان أنت زرتنا قبل ثلاثين سنة فقلت أبشروا فكل ثلاثين سنة محاضرة إن شاء الله فانتظرونا بعد ثلاثين سنة“.
جدير بالذكر أن الشيخ الدكتور عائض القرني أثنى على الجهود الرائعة التي تبذلها جمعية البر الخيرية بخليص في في سبيل خدمة المجتمع ، كما عبر عن سعادته بما رأه من خدمات جليلة تقدم لأفراد المجتمع عامة ، مهيباً بأهل الخير دعم مشاريع الجمعية الخيرية ، حيث كتب كلمة في سجل الزوار قال فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد .. فقد سعدت بمشاهدة جمعية البر بخليص فوجدت ما أثلج صدري وشرح خاطري من جهود مباركة مشكورة ، فنفع الله بهم .. وأني أهيب بأهل الخير لدعمهم .. تقبل الله منا ومنهم“ ..
د. عائض القرني