سطر في التاريخ

كنت ضمن المدعوين مساء الثلاثاء الماضي الموافق 1437/4/9 هـ في احتفال التوديع الذي أقامه مكتب التعليم بخليص لمديره السابق الأستاذ أحمد مهنا الصحفي إثر تقاعده المبكر ، وبقدر ما سعدت بالحفل وبفقراته التي تميزت بإخراج المشرفين التربويين وكلمة مدير المكتب الأستاذ عمران الصبحي ، وكلمة دهشت جداً بسماعها من الدكتور حمزة المغربي باسم الضيوف الحضور ، التي قال فيها أن أحمد مهنا على رأس قائمة أعيان المحافظة وأجزل في الشكر له والثناء عليه والرائد التربوي الوفي عبدالرحيم إبراهيم الصحفي ..

خواطر وقصائد وعرض مصور وتغريدات وتوقيعات من المشرفين التربويين النبلاء ، كلها كانت أكثر تلألؤاً من إضاءة مصابيح الصالة التي شرفت بتلك الليلة .. إﻻ أن هناك قصيدة بالفصحى عجبت لها وأجللت قائلها ! ..

نظمها مشرف اللغة العربية الأستاذ الفاضل مفلح مطلق الصاطي ، حيث ألقاها بفصاحة لسان ومهارة أداء جعلتني أشعر بأني في درس من دروس اﻷدب في الصف الثالث الثانوي ..

أشعرني فعلاً بتلك القصائد التي كانت تأخذنا إلى جوها ، وبيئتها التي قيلت فيها دون تكلف منا .. وماذلك إﻻ لتميز كلماتها لغة ومعنى وصدق مشاعرها ، فالنقاد يقولون أن من جودة القصائد أن توقع في نفوس السامعين أثراً يوافق معناها .. وترسم صورة لسامعها كما جاء في تعبيراتها … وها هي القصيدة اللؤلؤة أنقلها لكم يامحبي اللغة العربية والشعر الفصيح …

يا ساجع الدوح ما أشجاك يشجينا  ** فاقلع عن النوح قد جفت مآقينا
أكلما هب غربي فتنت به ** قلباً مفارق أصحابا ميامينا
فعاد لاعج وجد كان أرقه ** وشارك الطير بالآهات تلحينا

وأسبل الدمع من حر يكابده ** ها أنت بالسجع يا غريد تشجينا
أما أنا فجعلت الحرف يكتبني نوراً ** بسفر الذي أحببته دينا
وكيف لا وحبيب القلب يأسرنا  ** طيباً وحباً وإكراما ويهدينا
من فيض حكمته قلت نظائره ** فكان رمزاً وكان البحر والمينا
والله ألبسه خلقاً يؤم به ** ففاح من عطره ورداً ونسرينا

يا أحمد الخير لازالت مكارمكم على جبين العلا بالخير تزيينا ..
يا أحمد الخير ما لانت عزائمكم فكنت بالعزم والإخلاص تسقينا ..

وهبت نفسك للتعليم من قدمٍ  ** فحقق الله للأجيال تمكينا
تستشرف المقبل الآتي تعد له ** دعائماً زادها من إرث ماضينا
وإنك العلم المحمود سيرته ** وأنت لحن لذيذ في أمانينا
فالله أسأل أن يحييك في دعة ** وطيب عيش وأن يبقى تلاقينا
وأن تنال ثواباً ماله عدد ** جنات عدن وقال الكل آمينا

شعر : مفلح بن مطلق الصاطي

 

عبدالرحمن مهنا الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

12 تعليق على “سطر في التاريخ

عازف

احسنت جميلاً ابن مهنا
وقصيدة مفلح عذبة رائعة
بارك الله فيكم ابناء مهنا

العذب

من أميز ما قرأت
سلسلة وفاء متتابع من مجتمع راقي الا وهو مجتمع التربية
ابدع الشاعر نظما متألقا وحرفا راقيا وبلاغة فصيحه
وتألق الكاتب (بسطر من التاريخ )
ويبدو أن الكاتب لديه مهارة فذة
فبوركت صحيفتكم بإستقطاب المبدعين

السلطان.

مقال رائع ?

مربية الاجيال

مفلح الصـاطي نجم لمع بنظم الحاضر وعذوبة الماضي
وصدق قوله ومشاعره في ابي رائد قد البس عقد نظمه بهاءاً وجمالاً
قصيدة عبرت عن شخصية تميزت وحق لها ان تؤرخ على جبين التاريخ بماء الذهب

سالم الشيخ

موضوع راقي وطرح جميل
القصيدة كأنها من المعلقات اسلوباً ونظماً
هنيئاً لاحمد مهنا بهذه الابيات التي قيلت فيه
وهنيئاً للكاتب الذي التقط لنا اجمل صورة تعبيرية

إمام

طرح رائع
بارك الله فيك

إحساس

موضوع متسلسل ينطق بجمال ليلة متميزة يفوح شذاها

أبوسعود

وأنت أيضا مبدع يا أخ عبدالرحمن
وأبو رائد يستاهل كل خير
وعاش الرجال الأوفياء

Obid

شكرآ عبد الرحمن لقد اكرمتنا بهذه المشاركة التى لولاك لفاتنا شىء جميل ..والحقيقة أبو رائد
يستحق كل ذلك الإطراء .

أحمد مهنا

شكرا لكم جميعا أسعدكم الله أيها النبﻻء..شكرا لك أبا بدر عبدالرحمن وشكرا للزميل الفاضل مفلح…ولصحيفة غران دعوات وافرة ..دائما مع الحدث.

الحق يقال

مقال رائع و قصيدة اروع تحكي معاني صادقة نابعة من قلب محب فصح لسان قائلها و ابو رائد يستاهل كل خير و تقاعده هز ادرات التعليم و ترك منهجا خيرا لمن تبعه فجزاه الله خيرا

مفلح الصاطي

شكرا لك أخي عبدالرحمن على ما غمرتني به من جميل حسن الظن ، القصيدة كانت ومضات مما نكنه لأبي رائد من التقدير والحب في الله وأنا وإن كتبت أحرفها وسبكت نظمها إلا أن الزملاء جميعا ؛ بل كل من عرف أحمد مهنا شاركني بشعوره فيها ؛ لأنه يستحق نظير ما قدمه ويقدمه لأبنائه ومجتمعه

شكرا لكل من علق على القصيدة وأكرمني بقراءتها وأثنى عليها

شكرا لصحيفة غران هذا المنبر الثقافي الذي اختصر المسافات ليصل للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *